الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 552 ] 1669 - ذكر معاشرة أهل الصفة

                                                                                            1670 - ذكر معجزة كثرة اللبن

                                                                                            1671 - ذكر صبر أبي هريرة رضي الله عنه

                                                                                            4348 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن عمر بن ذر ، ثنا مجاهد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال ، ووالله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي إلى الأرض من الجوع ، وأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوما على ظهر طريقهم الذي يخرجون فيه ، فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر عمر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ما أسأله إلا ليستتبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم فتبسم حين رآني ، وقال : " أبا هريرة " قلت : لبيك يا رسول الله ، فقال : " الحق " ومضى ، فاتبعته ، ودخل منزله ، فاستأذنته ، فأذن لي ، فوجد لبنا في قدح ، فقال : " من أين لكم هذا اللبن ؟ " قيل : أهداه لنا فلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أبا هريرة " فقلت : لبيك قال : " الحق أهل الصفة فادعهم فهم أضياف الإسلام ، لا يأوون على أهل ، ولا على مال " إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ، ولم يتناول منها شيئا ، وإذا أتته هدية أرسل إليهم فأصاب منها ، وأشركهم فيها ، فساءني ذلك ، وقلت : ما هذا القدح بين أهل الصفة وأنا رسوله إليهم ، فيأمرني أن أدوره عليهم ، فما عسى أن يصيبني منه وقد كنت أرجو أن يصيبني منه ما يغنيني ؟ ولم يكن بد من طاعة الله ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأتيتهم فدعوتهم ، فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم قال : " أبا هر خذ القدح فأعطهم " فأخذت القدح فجعلت أناوله الرجل فيشرب حتى يروى ، ثم يرده وأناوله الآخر فيشرب حتى انتهيت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد روي القوم كلهم ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القدح فوضعه على يديه ، ثم رفع رأسه إلي فتبسم ، وقال : " يا أبا هر " ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، فقال : " اقعد فاشرب " فشربت ، ثم قال : " اشرب " فشربت ، ثم قال : " اشرب " فشربت ، فلم أزل [ ص: 553 ] أشرب ويقول : " اشرب " حتى قلت : والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا فأخذ القدح فحمد الله وسمى ، ثم شرب " .

                                                                                            صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية