الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا في أمته

                                                                                                          2175 حدثنا محمد بن بشار حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن خباب بن الأرت عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فأطالها قالوا يا رسول الله صليت صلاة لم تكن تصليها قال أجل إنها صلاة رغبة ورهبة إني سألت الله فيها ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب وفي الباب عن سعد وابن عمر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( سمعت النعمان بن راشد ) الجزري أبا إسحاق الرقي مولى بني أمية صدوق سيئ [ ص: 331 ] الحفظ من السادسة ( عن عبد الله بن خباب ) بالخاء المعجمة وتشديد الموحدة الأولى ( بن الأرت ) بفتح الهمزة والراء وتشديد المثناة المدني حليف بني زهرة يقال له رؤبة ، ووثقه العجلي فقال ثقة من كبار التابعين قتله الحرورية ، قال في تهذيب التهذيب : روى له الترمذي والنسائي حديثا واحدا أنه صلى ليلة وقال : سألت ربي ثلاث خصال انتهى ( عن أبيه ) وخباب بن الأرت التميمي أبو عبد الله من السابقين إلى الإسلام ، وكان يعذب في الله ، وشهد بدرا ثم نزل الكوفة ومات بها .

                                                                                                          قوله : ( فأطالها ) أي جعلها طويلة باعتبار أركانها أو بالدعاء فيها ( صليت صلاة ) أي عظيمة ( لم تكن تصليها ) أي عادة ( قال أجل ) أي نعم ( إنها صلاة رغبة ) أي رجاء ( ورهبة ) أي خوف ، قيل : أي صلاة فيها رجاء للثواب ، ورغبة إلى الله وخوف منه تعالى ، قال القاري : الأظهر أن يقال المراد به أن هذه صلاة جامعة ، بين قصد رجاء الثواب وخوف العقاب ، بخلاف سائر الصلوات إذ قد يغلب فيها أحد الباعثين على أدائها ، قالوا وفي قوله تعالى : يدعون ربهم خوفا وطمعا بمعنى أو لمانعة الخلو ، ثم لما كان سبب صلاته الدعاء لأمته وهو كان بين رجاء الإجابة وخوف الرد طولها ، ولذا قال ( وإني سألت الله فيها ثلاثا ) أي ثلاث مسائل ( ومنعني واحدة ) تصريح بما علم ضمنا ( بسنة ) أي بقحط عام ( عدوا من غيرهم ) وهم الكفار ; لأن العدو من أنفسهم أهون ولا يحصل به الهلاك الكلي ولا إعلاء كلمته السفلى ( أن لا يذيق بعضهم بأس بعض ) أي حربهم وقتلهم وعذابهم ( فمنعنيها ) أي المسألة الثالثة ولم يعطنيها ، قال الطيبي رحمه الله هو من قوله تعالى أو يلبسكم شيعا أي يجعل كل فرقة منكم متابعة لإمام وينشب القتال بينكم وتختلطوا وتشتبكوا في ملاحم القتال يضرب بعضكم رقاب بعض ويذيق بعضكم بأس بعض ، المعنى يخلطكم فرقا مختلفين على أهواء شتى انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه النسائي ، قوله : ( وفي الباب عن سعد وابن عمر ) أما حديث سعد وهو ابن أبي وقاص أحد العشرة [ ص: 332 ] المبشرة بالجنة فأخرجه مسلم وفيه : سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسيف فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق ، فأعطانيها ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ، وأما حديث ابن عمر فلينظر من أخرجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية