الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 479 ] سورة الجن

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      آ. (1) قوله: أوحي : هذه قراءة العامة أعني كونها من أوحى رباعيا. وقرأ العتكي عن أبي عمرو وابن أبي عبلة وأبو إياس "وحي" ثلاثيا، وهما لغتان، يقال: وحى إليه كذا، وأوحاه إليه بمعنى واحد. وأنشد للعجاج:


                                                                                                                                                                                                                                      4346- وحى لها القرار فاستقرت



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ زيد بن علي والكسائي في رواية وابن أبي عبلة أيضا "أحي" بهمزة مضمومة ولا واو بعدها. وخرجت على أن الهمزة بدل من الواو المضمومة نحو: "أعد" في "وعد" فهذه فرع قراءة "وحي" ثلاثيا. قال الزمخشري : وهو من القلب المطلق جوازه في كل واو مضمومة، وقد أطلقه المازني في المكسورة أيضا كإشاح وإسادة و"إعاء [ ص: 480 ] أخيه"، قال الشيخ : "وليس كما ذكر، بل في ذلك تفصيل. وذلك أن الواو المضمومة قد تكون أولا وحشوا وآخرا، ولكل منها أحكام. وفي بعض ذلك خلاف وتفصيل مذكور في النحو". قلت: قد تقدم القول في ذلك مشبعا في أول هذا الموضوع ولله الحمد. ثم قال الشيخ : - بعد أن حكى عنه ما قدمته عن المازني وهذا تكثير وتبجح. وكان يذكر ذلك في سورة يوسف عند قوله وعاء أخيه . وعن المازني في ذلك قولان، أحدهما: القياس كما ذكر، والثاني: قصر ذلك على السماع. قلت: لم يبرح العلماء يذكرون النظير مع نظيره، ولما ذكر قلب الهمزة باطراد عند الجميع ذكر قلبها بخلاف.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: أنه استمع هذا هو القائم مقام الفاعل; لأنه هو المفعول الصريح، وعند الكوفيين والأخفش يجوز أن يكون القائم مقامه الجار والمجرور، فيكون هذا باقيا على نصبه. والتقدير: أوحي إلي استماع نفر. و"من الجن" صفة لـ "نفر" ووصف القرآن بعجب: إما على المبالغة، وإما على حذف مضاف، أي: ذا عجب، وأما بمعنى اسم الفاعل، أي: معجب. و"يهدي" صفة أخرى.

                                                                                                                                                                                                                                      آ. (2) وقرأ العامة: الرشد : بضمة وسكون [ ص: 481 ] وابن عمر بضمهما، وعنه أيضا فتحهما، وتقدم هذا في الأعراف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية