الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1631 - يد المعطي العليا وابدأ بمن تعول

                                                                                            4275 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، ثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد ، عن جامع بن شداد ، عن طارق بن عبد الله المحاربي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بسوق ذي المجاز وأنا في بياعة لي فمر وعليه حلة حمراء فسمعته يقول : " يا أيها الناس ، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " ورجل يتبعه يرميه بالحجارة قد أدمى كعبه وهو يقول : يا أيها الناس ، لا تطيعوا هذا فإنه كذاب ، فقلت : من هذا ؟ فقيل : غلام من بني عبد المطلب ، فلما أظهر الله الإسلام خرجنا من الربذة ومعنا ظعينة لنا حتى نزلنا قريبا من المدينة فبينا نحن قعود إذ أتانا رجل عليه ثوبان فسلم علينا فقال : من أين القوم ؟ فقلنا : من الربذة ، ومعنا جمل أحمر فقال : تبيعوني هذا الجمل ؟ فقلنا : نعم ، فقال : بكم ؟ فقلنا : بكذا وكذا صاعا من تمر قال : أخذته ، وما استقصى فأخذ بخطام الجمل فذهب به حتى توارى في حيطان المدينة فقال بعضنا لبعض : تعرفون الرجل ؟ فلم يكن من أحد يعرفه فلام القوم بعضهم بعضا ، فقالوا : تعطون [ ص: 513 ] جملكم من لا تعرفون ؟ فقالت الظعينة : فلا تلاوموا فلقد رأينا رجلا لا يغدر بكم ما رأيت شيئا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه ، فلما كان العشي أتانا رجل فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أأنتم الذين جئتم من الربذة ؟ قلنا : نعم قال : أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليكم وهو " يأمركم أن تأكلوا من هذا التمر حتى تشبعوا وتكتالوا حتى تستوفوا " فأكلنا من التمر حتى شبعنا ، واكتلنا حتى استوفينا ، ثم قدمنا المدينة من الغد فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يخطب الناس على المنبر فسمعته يقول : " يد المعطي العليا وابدأ بمن تعول : أمك ، وأباك ، وأختك ، وأخاك ، وأدناك ، أدناك " ، وثم رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله ، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين قتلوا فلانا في الجاهلية ، فخذ لنا بثأرنا ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه حتى رأيت بياض إبطيه فقال : " لا تجني أم على ولد ، لا تجني أم على ولد " .

                                                                                            هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية