الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في ميراث الجدة مع ابنها

                                                                                                          2102 حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن سالم عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال في الجدة مع ابنها إنها أول جدة أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم سدسا مع ابنها وابنها حي قال أبو عيسى هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه وقد ورث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجدة مع ابنها ولم يورثها بعضهم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم سدسا ) أي أعطاها تبرعا ، قاله الطيبي رحمه الله : قوله إنها أول جدة مقول القول والضمير راجع إلى الجدة المذكورة في المسألة ، أي قال ابن مسعود في مسألة الجدة مع الابن هذا القول ، قال المظهر : يعني أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أبي الميت سدسا مع وجود أبي الميت مع أنه لا ميراث لها معه .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ) في سنده محمد بن سالم الهمداني ، أبو سهل الكوفي وهو ضعيف : والحديث أخرجه أيضا الدارمي .

                                                                                                          قوله : ( وقد ورث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجدة مع ابنها ولم يورثها بعضهم ) قال في اللمعات : اعلم أن الجدات سواء كانت أبويات أو أميات يسقطن بالأم ، أما الأميات فلوجود إدلائها بالأم واتحاد السبب الذي هو الأمومة ، وأما الأبويات فلاتحاد السبب مع زيادة القربى وتسقط الأبويات دون الأميات بالأب أيضا ، وهو قول عثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم ، ونقل عن عمر وابن مسعود وأبي موسى الأشعري أن أم الأب ترث مع الأب ، واختاره شريح والحسن وابن سيرين لهذا الحديث ، وقيل الجدة ليس لها ميراث والذي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم طعمة أطعمها ، ولم يكن ميراثا كما يشعر به لفظ الحديث ، وأقربهن وأبعدهن في ذلك سواء انتهى .

                                                                                                          [ ص: 235 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية