الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1590 - ذكر بلاء أيوب - عليه السلام -

                                                                                            4171 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد إملاء ، ثنا أحمد بن مهران ، ثنا شعيب بن الحكم بن أبي مريم ، ثنا نافع بن يزيد ، أخبرني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " إن أيوب نبي الله لبث به بلاؤه خمس عشرة سنة ، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه ، قد كانا يغدوان إليه ويروحان ، فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم : نعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين ، فقال له صاحبه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فكشف عنه ما به ، فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك ، فقال له أيوب : لا أدري ما تقول غير أن الله يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان يذكران الله فأرجع إلى بيتي ، فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق ، وكان يخرج لحاجته ، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى بلغ ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ، فاستبطأته فتلقته وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى ؟ والله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا ، قال : فإني أنا هو . قال : وكان له أنذران أنذر للقمح وأنذر للشعير ، فبعث الله سحابتين ، فلما [ ص: 469 ] كانت أحدهما على أنذر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض ، وأفرغت الأخرى في أنذر الشعير الورق حتى فاض " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية