الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ميراث البنين مع البنات

                                                                                                          2096 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحمن بن سعد أخبرنا عمرو بن أبي قيس عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض في بني سلمة فقلت يا نبي الله كيف أقسم مالي بين ولدي فلم يرد علي شيئا فنزلت يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين الآية قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه شعبة وابن عيينة وغيره عن محمد بن المنكدر عن جابر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ) كذا في بعض النسخ باب بغير ترجمة ، ووقع في بعضها باب ميراث البنين مع البنات .

                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبد الرحمن بن سعد ) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن عثمان الدشتكي أبو محمد الرازي المقري ثقة من العاشرة ( أخبرنا عمرو بن أبي قيس ) الرازي الأزرق كوفي نزل الري صدوق له أوهام من الثامنة .

                                                                                                          قوله : ( وأنا مريض في بني سلمة ) بفتح المهملة وكسر اللام هم قوم جابر وهم بطن من الخزرج ( بين ولدي ) كذا وقع في رواية الترمذي هذه بزيادة لفظ بين ولدي ، ولم يقع هذا اللفظ في الرواية الآتية ، ولا في رواية واحد من بقية الأئمة الستة بل وقع في بعض طرق حديث جابر المذكور في الصحيحين : فقلت يا رسول الله إنما يرثني كلالة ، ووقع في رواية للبخاري : إنما لي أخوات ، فبين [ ص: 228 ] رواية الترمذي هذه وهذه الروايات مخالفة ظاهرة في الصحيح فهو مقدم ( فلم يرد علي شيئا فنزلت يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين الآية ) وفي الرواية الآتية فلم يجبني شيئا وكان له تسع أخوات حتى نزلت آية الميراث يستفتونك قل الله يفتيكم إلخ : قال ابن العربي بعد أن ذكر الروايتين في إحداهما فنزلت يستفتونك وفي أخرى آية المواريث هذا تعارض لم يتفق بيانه إلى الآن ثم أشار إلى ترجيح آية المواريث وتوهيم " يستفتونك " قال الحافظ : ويظهر أن يقال إن كلا من الآيتين لما كان فيها ذكر الكلالة نزلت في ذلك لكن الآية الأولى لما كانت الكلالة فيها خاصة بميراث الإخوة من الأم كما كان ابن مسعود يقرأ " وله أخ أو أخت من أم " وكذا قرأ سعد بن أبي وقاص ، أخرجه البيهقي بسند صحيح استفتوا عن ميراث غيرهم من الإخوة فنزلت الأخيرة ، فيصبح أن كلا من الآيتين نزل في قصة جابر لكن المتعلق به من الآية الأولى ما يتعلق بالكلالة وأما سبب نزول أولها فورد من حديث جابر أيضا في قصة ابنتي سعد بن الربيع ومنع عمهما أن ترثا من أبيهما فنزلت يوصيكم الله الآية انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية