الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1582 - ذكر موسى وهارون - عليهما السلام -

                                                                                            4148 - فأما موسى بن عمران الكليم فحدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان [ ص: 456 ] الجلاب بهمدان ، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، ثنا عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي ، ثنا أبي ، عن الأعمش ، عن عباية الأسدي ، قال : سمعت عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - يقول : إن الله يقول في كتابه لموسى بن عمران : ( إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ) قال : ( وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ) ، قال : فكان موسى يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له كما ترون أنتم أن علماءكم قد أثبتوا لكم كل شيء كما يثبتوه ، فلما انتهى موسى إلى ساحل البحر لقي العالم فاستنطقه فأقر له بفضل علمه ولم يحسده ، قال له موسى ورغب إليه : ( هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ) ، فعلم العالم أن موسى لا يطيق صحبته ، ولا يصبر على علمه ، فقال له العالم : ( إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) ، فقال له موسى وهو يعتذر : ( ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ) فعلم أن موسى لا يطيق صحبته ولا يصبر على علمه ، فقال له : ( فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ) فركبا في السفينة فخرقها العالم ، وكان خرقها لله رضا ولموسى سخطا ، ولقي الغلام فقتله وكان قتله لله رضا ، ثم ذكر بعض القصة والكلام ولم يجاوز ابن عباس .

                                                                                            هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية