الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 719 ] النوع الثالث والأربعون :

        معرفة الإخوة : هو إحدى معارفهم أفرده بالتصنيف ابن المديني ثم النسائي ، ثم السراج وغيرهم .

        مثال الأخوين في الصحابة : عمر وزيد ، ابنا الخطاب ، وعبد الله وعتبة ، ابنا مسعود .

        ومن التابعين : عمرو وأرقم ابنا شرحبيل . وفي الثلاثة : علي وجعفر وعقيل بنو أبي طالب . وسهل وعباد وعثمان بنو حنيف . وفي غير الصحابة عمرو وعمر وشعيب بنو شعيب . وفي الأربعة : سهيل ، وعبد الله ، ومحمد ، وصالح بنو أبي صالح . وفي الخمسة : سفيان ، وآدم ، وعمران ، ومحمد ، بنو عيينة ، حدثوا كلهم . وفي الستة : محمد ، وأنس ، ويحيى ، ومعبد ، وحفصة ، وكريمة بنو سيرين . وذكر بعضهم خالدا بدل كريمة . وروى محمد عن يحيى عن أنس عن أنس بن مالك حديثا ، وهذه لطيفة غريبة ثلاثة إخوة روى بعضهم عن بعض . وفي السبعة : نعمان ، ومعقل ، وعقيل ، وسويد ، وسنان ، وعبد الرحمن ، وسابع لم يسم ، بنو مقرن صحابة مهاجرون لم يشاركهم أحد ، وقيل : شهدوا الخندق .

        التالي السابق


        ( النوع الثالث والأربعون : معرفة الإخوة ) والأخوات ( هو إحدى معارفهم أفرده بالتصنيف ) علي ( ابن المديني ، ثم النسائي ، ثم ) أبو العباس ( السراج ، وغيرهم ) كمسلم وأبي داود .

        [ ص: 720 ] ومن فوائده : أنه لا يظن من ليس بأخ أخا عند الاشتراك في اسم الأب .

        ( مثال الأخوين في الصحابة : عمر وزيد ابنا الخطاب ) هذا المثال مزيد على ابن الصلاح .

        ( وعبد الله وعتبة ابنا مسعود ) .

        وزيد ويزيد ابنا ثابت .

        وعمرو وهشام ابنا العاص .

        ( ومن التابعين : عمرو وأرقم ابنا شرحبيل ) كلاهما من أفاضل أصحاب ابن مسعود .

        ثم قال ابن الصلاح : هزيل بن شرحبيل وأرقم أخوان آخران من أصحابه أيضا .

        واعترض بأن جعله أرقم اثنين أحدهما أخو عمرو والآخر أخو هزيل ليس بصحيح ، وإنما اختلف أهل التاريخ والأنساب في أن الثلاثة إخوة ، أو ليس عمرو أخا لهما ، فذهب ابن عبد البر إلى الأول .

        [ ص: 721 ] والصحيح الذي عليه الجمهور الثاني أن أرقم وهزيلا أخوان فقط ، وهو الذي اقتصر عليه البخاري وابن أبي حاتم ، وحكاه عن أبيه وعن أبي زرعة وابن حبان والحاكم .

        وجزم به المزي في التهذيب ، ورد على ابن عبد البر بأن عمرو بن شرحبيل همداني وأرقم وهزيل أوديان ، ولا يجتمع همدان في أود .

        فما ذكره ابن الصلاح لا يتأتى على قول الجمهور ، ولا قول ابن عبد البر .

        وكذلك ما صنعه المصنف وإن حذف هزيلا ، لأنه على قول ابن عبد البر يعد في الثلاثة لا في الأخوين .

        ( و ) مثاله ( في الثلاثة ) في الصحابة ( علي ، وجعفر ، وعقيل بنو أبي طالب ) هذا المثال مزيد على ابن الصلاح .

        ( وسهل ، وعثمان ، وعباد ) بالفتح والتشديد ( بنو حنيف .

        وفي غير الصحابة ) في التابعين : أبان ، وسعيد ، وعمرو أولاد عثمان .

        وبعدهم ( عمرو ) بالفتح ، ( وعمر ) بالضم ، ( وشعيب بنو شعيب ) بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص .

        ( و ) مثاله ( في الأربعة ) من الصحابة عبد الرحمن ، ومحمد ، وعائشة ، وأسماء أولاد أبي بكر الصديق ، ذكره البلقيني .

        [ ص: 722 ] وفي التابعين : عروة ، وحمزة ، ويعقوب ، والعفار أولاد المغيرة بن شعبة .

        وبعدهم ( سهيل ، وعبد الله ، ومحمد ، وصالح بنو أبي صالح ) السمان .

        وأما قول ابن عدي : إنه ليس في ولد أبي صالح محمد ، وإنما هم سهيل ويحيى وعباد وعبد الله وصالح .

        فوهم كما قال العراقي : حيث أبدل محمدا بيحيى ، وجعل عبادا وعبد الله اثنين ، وإنما هو لقبه .

        ( و ) مثاله ( في الخمسة ) لم أقف عليه في الصحابة ، وفي التابعين : موسى ، وعيسى ، ويحيى ، وعمران ، وعائشة أولاد طلحة بن عبيد الله .

        وبعدهم ( سفيان ، وآدم ، وعمران ، ومحمد ، وإبراهيم بنو عيينة حدثوا كلهم ) وأجلهم سفيان .

        وقيل : إنهم عشرة إلا في الخمسة الآخرين لم يحدثوا ، وسمي منهم أحمد ومخلد .

        ( و ) مثاله ( في الستة ) لم أقف عليه في الصحابة ، وفي التابعين : ( محمد ، وأنس ، ويحيى ، ومعبد ، وحفصة ، وكريمة بنو سيرين ) هكذا سماهم ابن معين والنسائي والحاكم .

        ( وذكر بعضهم ) وهو أبو علي الحافظ ( خالدا بدل كريمة ) .

        [ ص: 723 ] وزاد ابن سعد فيهم عمرة ، وسودة .

        قال العراقي : ولا رواية لهما ، فلا يردان .

        وفي المعارف لابن قتيبة : ولد لسيرين ثلاثة وعشرون ولدا من أمهات الأولاد .

        ( وروى محمد ) بن سيرين ، ( عن ) أخيه ( يحيى ، عن ) أخيه ( أنس ، عن ) مولاه ( أنس بن مالك حديثا ) وهو : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لبيك حجا حقا تعبدا ورقا " .

        أخرجه الدارقطني في العلل من رواية هشام بن حسان عنه .

        ( وهذه لطيفة غريبة : ثلاثة إخوة روى بعضهم عن بعض ) في إسناد واحد ، وذكر ابن طاهر أن هذا الحديث رواه محمد ، عن أخيه يحيى ، عن أخيه سعيد ، عن أخيه أنس ، وهو في جزء أبي الغنائم النرسي فعلى هذا اجتمعوا أربعة في إسناد .

        ( و ) مثاله ( في السبعة : النعمان ، ومعقل ، وعقيل ، وسويد وسنان ، وعبد [ ص: 724 ] الرحمن ، وسابع لم يسم ) كذا قال ابن الصلاح .

        وقد سماه ابن فتحون في ذيل الاستيعاب : عبد الله ( بنو مقرن ) وكلهم ( صحابة مهاجرون لم يشاركهم أحد ) في هذه المكرمة من كونهم سبعة هاجروا ، وصحبوا ، ( وقيل : شهدوا الخندق ) .

        ومثاله في التابعين : سالم ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وحمزة ، وورش ، وواقد ، وعبد الرحمن أولاد عبد الله بن عمر .

        تنبيهات

        أحدها : ما ذكره ابن الصلاح ، من كون بني مقرن سبعة .

        اعترض عليه بأن ابن عبد البر زاد فيهم ضرارا ونعيما ، وحكى غيره أن أولاد مقرن عشرة ، فالمثال الصحيح أولاد عفراء : معاذ ، ومعوذ ، وأنس ، وخالد ، وعاقل ، وعامر ، وعوف ، كلهم شهدوا بدرا .

        الثاني : أن قوله لم يشاركهم أحد في الهجرة والصحبة والعدد ، ذكره أيضا ابن عبد البر وجماعة .

        واعترض بأولاد الحارث بن قيس السهمي ، كلهم هاجروا وصحبوا ، وهم سبعة أو تسعة : بشر ، وتميم ، والحارث ، والحجاج ، والسائب ، وسعيد ، وعبد الله ، ومعمر ، وأبو قيس ، وهم أشرف نسبا في الجاهلية والإسلام من بني مقرن .

        وزادوا عليهم بأن استشهد منهم سبعة في سبيل الله .

        [ ص: 725 ] الثالث : مثال الثمانية في الصحابة : أسماء ، وحمران ، وخراش ، وذؤيب ، وسلمة ، وفضالة ، ومالك ، وهند بنو حارثة بن سعد ، شهدوا بيعة الرضوان بالحديبية ، ولم يشهد البيعة أحد بعدهم .

        وفي التابعين : أولاد سعد بن أبي وقاص : مصعب ، وعامر ، ومحمد ، وإبراهيم ، وعمرة ، ويحيى ، وإسحاق ، وعائشة .

        ومثال التسعة في الصحابة : أولاد الحارث المتقدمين .

        وفي التابعين أولاد أبي بكرة : عبد الله ، وعبيد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد العزيز ، ومسلم ، ورواد ، ويزيد ، وعتبة ، وكبشة .

        ومثال العشرة من الصحابة ، أولاد العباس : عبد الله ، وعبيد الله ، وعبد الرحمن ، والفضل ، وقثم ، ومعبد ، وعون ، والحارث ، وكثير ، وتمام ، وهو أصغرهم .

        قال ابن عبد البر : لكل ولد العباس رؤية والصحبة للفضل وعبد الله .

        وفي التابعين : أولاد أنس الذين رووا فقط : النضر ، وموسى ، وعبيد الله ، وزيد ، وأبو بكر ، وعمر ، ومالك ، وثمامة ومعبد

        ومثال الاثنى عشر في الصحابة ، أولاد عبد الله بن أبي طلحة : إبراهيم ، وإسحاق ، وإسماعيل ، وزيد ، وعبد الله ، وعمارة ، وعمر ، وعميرة ، والقاسم ، ومحمد ، ويعقوب ، ومعمر .

        ومثال الثلاثة عشر أو الأربعة عشر أولاد العباس المذكور ، وله أربع إناث أو ثلاث : أم كلثوم ، وأم حبيب ، وأميمة ، وأم تميم .




        الخدمات العلمية