الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن جميع

                                                                                      الشيخ العالم الصالح ، المسند المحدث الرحال ، أبو الحسين ، [ ص: 153 ] محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن جميع ، الغساني الصيداوي ، صاحب " المعجم " .

                                                                                      سمع بمكة من أبي سعيد بن الأعرابي ، وبالمدينة أو لم يسمع بها ، وببغداد من المحاملي ، وابن مخلد ، والحسين بن سعيد المطبقي ، وأبي العباس محمد بن أحمد الأثرم ، وأحمد بن علي الجوزجاني ، وخلق ، وبالكوفة من الحافظ ابن عقدة ، وبالبصرة من أبي روق الهزاني ، وواهب بن محمد ، وبواسط من أحمد بن محمد بن سعدان ، وبكفربيا من أحمد بن عبد الحكم البزاز ، وببلد من أحمد بن إبراهيم الإمام ، وبالرملة من أحمد بن عمرو الحافظ ، وبمصر من أبي الطاهر أحمد بن محمد الخامي ، وعدة ، وبصيدا من أحمد بن ريحان ، وبصور من أحمد بن سعيد الفارسي ، وأحمد بن هشام بن الليث ، وبمنبج من أبي بكر أحمد بن يوسف ، وبحلب من أبي بكر أحمد بن مسعود الوزان ، وبسيراف من جعفر بن محمد الأصبهاني ، وبرامهرمز من أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الحافظ ، وبالمصيصة من حيان بن بشر القاضي ، وبعين زربة من حسنون بن محمد ، وبأطرابلس من خيثمة القرشي ، وبالموصل من عبد الله بن علي بن [ ص: 154 ] إبراهيم العمري ، وبأنطاكية من عبد الله بن خلف الصيدلاني ، وبيافا من عبد الله بن علي بن أبي الخنبش ، وبتنيس مؤنس بن وصيف ، وبشيراز من أبي الصقر مظفر بن محمد ، وبدمشق من أحمد بن محمد بن عمارة ، وبطرسوس من محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي ، وبالرقة من محمد بن الحسن بن أبي خبزة ، وبالقلزم من محمد بن عبد الله بن قنقل ، وبالأثارب من أحمد بن محمد العماري ، وببيروت من أحمد بن مكحول البيروتي ، وببياس من أحمد بن دينار ، وبالأهواز من أحمد بن محمد بن شجاع ، وبعرقة حسين بن عيسى الخزرجي ، وبدمياط من خالد بن محمد ، . وبقرقيسيا من أبي القاسم عبد الملك بن محمد ، وبجبلة من علي بن أحمد بن عسال ، وبالأبلة من علي بن عبد الوهاب الظاهري ، وبدير العاقول عمر بن سورين ، وبنهر الملك يزيد بن إسماعيل [ ص: 155 ] الخلال . وأعانه على لقي هؤلاء في هذه البلاد الشاسعة سفره في التجارة .

                                                                                      حدث عنه : عبد الغني بن سعيد الحافظ ، وتمام الرازي ، ومحمد بن علي الصوري ، وأبو علي الأهوازي ، وولده السكن بن جميع ، وعبد الله بن أبي عقيل ، وأبو نصر بن سلمة الوراق ، وأبو نصر الحسين بن طلاب الخطيب ، وآخرون .

                                                                                      مولده في سنة خمس وثلاثمائة ، وقيل : في سنة ست .

                                                                                      وقال ابنه : صام أبي أبو الحسين وله ثمان عشرة سنة إلى أن توفي .

                                                                                      قال الصوري في جزء له : أخبرنا أبو الحسين بن جميع وكان شيخا صالحا ثقة مأمونا .

                                                                                      وقال الخطيب وغيره : ثقة .

                                                                                      قلت : قد سمع من أبي الحسن بن صفوة في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، وسمع ببغداد في سنة سبع وثمان وعشرين ، وكان أسند من بقي بالشام ، لم أظفر له بشيء في طيبة .

                                                                                      قرأت " معجمه " على ابن القواس ، عن أبي القاسم بن الحرستاني ، سنة تسع وستمائة حضورا ، عن جمال الإسلام السلمي ، عن ابن طلاب ، عنه قال : هذا ما اشتمل عليه ذكر شيوخي الذين لقيتهم في سائر الآفاق : بمكة والعراق وفارس وأرض إصطخر والثغور وديار بكر والشام ومصر ، وأبدأ بمن اسمه محمد . . . إلى أن قال : أنشدني أبو بكر أحمد بن محمد الصنوبري بحلب

                                                                                      : تزايد ما ألقى فقد جاوز الحدا وكان الهوى مزحا فصار الهوى جدا [ ص: 156 ]     وقد كنت جلدا ثم أوهنني الهوى
                                                                                      وهذا الهوى مازال يستوهن الجلدا     فلا تعجبي من غلب ضعفك قوتي
                                                                                      فكم من ظباء في الهوى غلبت أسدا     غلبتم على قلبي فصرتم أحق بي
                                                                                      وأملك بي مني فصرت لكم عبدا     جرى حبكم مجرى حياتي ففقدكم
                                                                                      كفقد حياتي لا رأيت لكم فقدا

                                                                                      وقد سقت من هذا " المعجم " أحاديث فيما مضى .

                                                                                      قال أبو الفضل السعدي : والسكن ولد ابن جميع ، وأبو إسحاق الحبال : توفي ابن جميع في رجب سنة اثنتين وأربعمائة ، لكن ابنه ما ذكر الشهر ، ووهم الكتاني ، فقال : مات في سنة ثلاث وأربعمائة والصحيح الأول ، وعاش ستا وتسعين سنة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية