الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4241 (7) باب: إذا رحم الله أمة قبض نبيها قبلها

                                                                                              [ 2208 ] عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله - تعالى - إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي، فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره".

                                                                                              رواه مسلم (2288) (24).

                                                                                              [ 2209 ] وعن سهل قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فرطكم على الحوض، من ورد شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم".

                                                                                              رواه البخاري (7050)، ومسلم (2290) (26).

                                                                                              [ 2210 ] ومن حديث أبي سعيد، فيقول: "إنهم مني". فيقال: إنك لا تدري ما عملوا بعدك فأقول: "سحقا سحقا لمن بدل بعدي".

                                                                                              رواه البخاري (7051)، ومسلم (2291).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (7) ومن باب: إذا أراد الله رحمة أمة قبض نبيها قبلها

                                                                                              إنما كان موت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أمته رحمة لأمته؛ لأن الموجب لبقائهم بعده إيمانهم به، واتباعهم لشريعته، ثم إنهم يصابون بموته، فتعظم أجورهم بذلك، إذ لا مصيبة أعظم من فقد الأنبياء، فلا أجر أعظم من أجر من أصيب بذلك، ثم يحصل لهم أجر التمسك بشريعته بعده، فتتضاعف الأجور، فتعظم الرحمة، ولهذا [ ص: 89 ] قال صلى الله عليه وسلم: " حياتي لكم رحمة، ومماتي لكم رحمة "، وأما إذا أهلكها قبله فذلك لا يكون إلا لأنهم لم يؤمنوا به، وخالفوه، وعصوا أمره، فإذا استمروا على ذلك من عصيانهم، وتمردهم أبغضهم نبيهم، فربما دعا عليهم فأجاب الله دعوته فأهلكهم، فأقر عينه فيهم، كما فعل بقوم نوح وغيره من الأنبياء، وقد تقدم القول في الفرط، وأنه المتقدم.

                                                                                              قلت: وحديث أبي موسى : هو من الأربعة عشر حديثا المنقطعة. الواقعة في كتاب مسلم ؛ لأنه قال في أول سنده: حدثت عن أبي أسامة ، وممن روى عنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري . قال: حدثنا أبو أسامة ، ثم ذكر السند متصلا إلى أبي موسى - رضي الله عنه -.




                                                                                              الخدمات العلمية