الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء ما يقول الرجل إذا أذن المؤذن

                                                                                                          208 حدثنا إسحق بن موسى الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك ح قال حدثنا قتيبة عن مالك عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن قال أبو عيسى وفي الباب عن أبي رافع وأبي هريرة وأم حبيبة وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن ربيعة وعائشة ومعاذ بن أنس ومعاوية قال أبو عيسى حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح وهكذا روى معمر وغير واحد عن الزهري مثل حديث مالك وروى عبد الرحمن بن إسحق عن الزهري هذا الحديث عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواية مالك أصح [ ص: 525 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 525 ] قوله : ( عن عطاء بن يزيد الليثي ) المدني نزيل الشام ثقة ، من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ) قال القاري في المرقاة : إلا في الحيعلتين ، فإنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإلا في قوله : الصلاة خير من النوم ، فإنه يقول : صدقت وبررت وبالحق نطقت ، وبررت بكسر الراء الأولى ، وقيل بفتحها ، أي صرت ذا بر وخير كثير . انتهى كلام القاري .

                                                                                                          قلت : أما قوله إلا في الحيعلتين فلحديث عمر مرفوعا إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله ، ثم قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله ، ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ، ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا الله دخل الجنة رواه مسلم .

                                                                                                          وأما قوله : وإلا في قوله : الصلاة خير من النوم ، فإنه يقول صدقت وبررت . فلم أقف على حديث يدل عليه ، وقال محمد بن إسماعيل الأمير في سبل السلام ص 78 : وقيل يقول في جواب التثويب صدقت وبررت ، وهذا استحسان من قائله وإلا فليس فيه سنة تعتمد ، انتهى .

                                                                                                          فائدة : أخرج أبو داود في سننه عن رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن بلالا أخذ في الإقامة ، فلما أن قال قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم أقامها الله وأدامها وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر في الأذان . انتهى ، يريد بحديث عمر ما ذكرناه آنفا عن صحيح مسلم وفيه دلالة على استحباب مجاوبة المقيم لقوله وقال في سائر الإقامة بنحو حديث عمر ، وفيه أيضا أنه يستحب لسامع الإقامة أن يقول عند قول المقيم " قد قامت الصلاة " : أقامها الله وأدامها . لكن الحديث في إسناده رجل مجهول وشهر بن حوشب تكلم فيه غير واحد [ ص: 526 ] ووثقه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي رافع وأبي هريرة وأم حبيبة وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن ربيعة وعائشة ومعاذ بن أنس ومعاوية ) أما حديث أبي رافع فأخرجه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف ، إلا أن مالكا روى عنه ، كذا في مجمع الزوائد .

                                                                                                          وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم ، كذا في التلخيص .

                                                                                                          وأما حديث أم حبيبة فأخرجه ابن خزيمة والحاكم .

                                                                                                          وأما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه أبو داود والنسائي .

                                                                                                          وأما حديث عبد الله بن ربيعة فلم أقف عليه .

                                                                                                          وأما حديث عائشة فأخرجه أبو داود .

                                                                                                          وأما حديث معاذ بن أنس فأخرجه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف ، كذا في مجمع الزوائد .

                                                                                                          وأما حديث معاوية فأخرجه البخاري والنسائي .

                                                                                                          قوله : ( حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح ) أخرجه الجماعة .

                                                                                                          قوله : ( وهكذا روى معمر وغير واحد عن الزهري مثل حديث مالك . . . إلخ ) أي كما روى مالك هذا الحديث عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد كذلك رواه معمر وغير واحد عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد ، لكن عبد الرحمن بن إسحاق أحد أصحاب الزهري خالف هؤلاء فرواه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، ورواية مالك أصح ، فإنه تابعه معمر وغير واحد من أصحاب الزهري بخلاف رواية عبد الرحمن بن إسحاق ، فإنه لم يتابعه أحد ، قال الحافظ في الفتح : اختلف على الزهري في إسناد هذا الحديث وعلى مالك أيضا ، لكنه اختلاف لا يقدح في صحته ، فرواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أخرجه النسائي وابن ماجه وقال أحمد بن صالح وأبو حاتم وأبو داود والترمذي حديث مالك ومن [ ص: 527 ] تابعه أصح ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية