الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الاقتصاد في الحب والبغض

                                                                                                          1997 حدثنا أبو كريب حدثنا سويد بن عمرو الكلبي عن حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أراه رفعه قال أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا رواه الحسن بن أبي جعفر وهو حديث ضعيف أيضا بإسناد له عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح عن علي موقوف قوله

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا سويد بن عمرو الكلبي ) أبو الوليد الكوفي العابد من كبار العاشرة ثقة ، وأفحش ابن حبان القول فيه ولم يأت بدليل ( عن حماد بن سلمة ) بن دينار البصري ، أبي سلمة ، ثقة عابد أثبت الناس في ثابت وتغير حفظه بآخره من كبار الثامنة .

                                                                                                          قوله : ( أراه ) بضم الهمزة أي أظنه ( أحبب حبيبك هونا ما ) من باب الإفعال أي أحببه حبا قليلا فهونا منصوب على المصدر صفة لما اشتق منه أحبب ، وقال في المجمع : أي حبا مقتصدا لا إفراط فيه ، ولفظ ما للتقليل ( عسى أن يكون بغيضك يوما ما إلخ ) قال المناوي في شرح الجامع الصغير : إذ ربما انقلب ذلك بتغير الزمان والأحوال بغضا فلا تكون قد أسرفت في حبه فتندم عليه إذا أبغضته ، أو حبا فلا تكون قد أسرفت في بغضه فتستحيي منه إذا أحببته ولذلك قال الشاعر : [ ص: 114 ]

                                                                                                          فهونك في حب وبغض فربما بدا صاحب من جانب بعد جانب



                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه إلخ ) قال المناوي في شرح الجامع الصغير : وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة والطبراني في الكبير عن ابن عمر بن الخطاب ، وعن ابن عمرو بن العاص والدارقطني في الأفراد وابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإيمان عن علي مرفوعا والبخاري في الأدب المفرد والبيهقي عن علي موقوفا عليه ، قال الترمذي هذا هو الصحيح انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية