الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب النون مع الباء )

                                                          ( نبأ ) ( س ) فيه : أن رجلا قال له : يا نبيء الله ، فقال : لا تنبر باسمي ، إنما أنا نبي الله ، النبيء : فعيل بمعنى فاعل للمبالغة ، من النبأ : الخبر ، لأنه أنبأ عن الله ، أي أخبر . ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه . يقال : نبأ ونبأ وأنبأ .

                                                          [ ص: 4 ] قال سيبويه : ليس أحد من العرب إلا ويقول : تنبأ مسيلمة ، بالهمز ، غير أنهم تركوا الهمز في النبي ، كما تركوه في الذرية والبرية والخابية ، إلا أهل مكة فإنهم يهمزون هذه الأحرف الثلاثة ، ولا يهمزون غيرها ، ويخالفون العرب في ذلك .

                                                          قال الجوهري : " يقال : نبأت على القوم إذا طلعت عليهم ، ونبأت من أرض إلى أرض ، إذا خرجت من هذه إلى هذه . قال : وهذا المعنى أراده الأعرابي بقوله : يا نبيء الله ، لأنه خرج من مكة إلى المدينة ، فأنكر عليه الهمز لأنه ليس من لغة قريش " .

                                                          وقيل : إن النبي مشتق من النباوة ، وهي الشيء المرتفع .

                                                          * ومن المهموز شعر عباس بن مرداس يمدحه :

                                                          يا خاتم النبآء إنك مرسل بالحق كل هدى السبيل هداكا

                                                          * ومن الأول حديث البراء : " قلت : ورسولك الذي أرسلت . فرد علي وقال : ونبيك الذي أرسلت إنما رد عليه ليختلف اللفظان ، ويجمع له الثناءين ، معنى النبوة والرسالة ، ويكون تعديدا للنعمة في الحالين ، وتعظيما للمنة على الوجهين .

                                                          والرسول أخص من النبي ; لأن كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية