الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  سورة ص

                                                                                                                                                                  بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( أجعل الآلهة إلها واحدا . . . ) .

                                                                                                                                                                  722 - أخبرنا أبو القاسم بن أبي نصر الخزاعي قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن حمدويه قال : أخبرنا أبو بكر بن [ أبي ] دارم الحافظ قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن يحيى بن عمارة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : مرض أبو طالب ، فجاءت قريش ، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وعند رأس أبي طالب مجلس رجل ، فقام أبو جهل كي يمنعه ذلك ، فشكوه إلى أبي طالب فقال : يا ابن أخي ، ما تريد من قومك ؟ قال : " يا عم ، إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب ، وتؤدي إليهم الجزية بها العجم " ، [ قال : وما الكلمة ؟ ] قال : " كلمة واحدة " ، قال : ما هي ؟ قال : " لا إله إلا الله " ، فقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا ؟ قال : فنزل فيهم القرآن : ( ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق ) حتى بلغ ( إن هذا إلا اختلاق ) .

                                                                                                                                                                  قال المفسرون : لما أسلم عمر بن الخطاب شق ذلك على قريش وفرح المؤمنون . قال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش - وهم الصناديد والأشراف - : امشوا إلى أبي طالب . فأتوه ، فقالوا له : أنت شيخنا وكبيرنا قد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء ، وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك . فأرسل أبو طالب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 191 ] فدعاه ، فقال [ له ] : يا ابن أخي ، هؤلاء قومك يسألونك ذا السواء ، فلا تمل كل الميل على قومك . فقال : " وماذا يسألوني ؟ " قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا ، وندعك وإلهك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم ؟ " فقال أبو جهل : لله أبوك ، لنعطينكها وعشر أمثالها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " قولوا لا إله إلا الله " . فنفروا من ذلك ، وقاموا ، فقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا كيف يسع الخلق كلهم إله واحد ؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات [ إلى قوله ] : ( كذبت قبلهم قوم نوح ) .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية