الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في حب الولد

                                                                                                          1910 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة قال سمعت ابن أبي سويد يقول سمعت عمر بن عبد العزيز يقول زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو محتضن أحد ابني ابنته وهو يقول إنكم لتبخلون وتجبنون وتجهلون وإنكم لمن ريحان الله قال وفي الباب عن ابن عمر والأشعث بن قيس قال أبو عيسى حديث ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة لا نعرفه إلا من حديثه ولا نعرف لعمر بن عبد العزيز سماعا من خولة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( سمعت ابن أبي سويد ) اسمه محمد ، قال في التقريب : محمد بن أبي سويد الثقفي الطائفي مجهول من الرابعة ، وليس هو ابن سويد راوي قصة غيلان انتهى .

                                                                                                          قلت : ابن سويد الذي روى قصة غيلان اسمه أيضا محمد ، وقد أخرج الترمذي قصة [ ص: 32 ] غيلان في باب الرجل يسلم وعنده عشر نسوة من أبواب النكاح ، ومحمد بن سويد الذي روى قصته ثقة كما في تهذيب التهذيب ( خولة بنت حكيم ) بدل من المرأة الصالحة ، وهي ابنة حكيم بن أمية السلمية ، يقال لها خويلة أيضا بالتصغير صحابية مشهورة ، يقال إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت قبل تحت عثمان بن مظعون كذا في التقريب .

                                                                                                          قوله : ( وهو محتضن ) من الاحتضان أي جاعل في حضنه ، والحضن ما دون الإبط إلى الكشح أو الصدر والعضدان وما بينهما كذا في القاموس ، ( أحد ابني ابنته ) فاطمة رضي الله عنها وهو إما الحسن أو الحسين رضي الله عنهما ( إنكم لتبخلون وتجبنون وتجهلون ) الصيغ الثلاث من باب التفعيل أي تحملون على البخل والجبن والجهل ، فإن من ولد له جبن عن القتال لتربية الولد ، وبخل له وجهل حفظا لقلبه ، والجبن والجبان ضد الشجاعة والشجاع .

                                                                                                          ( وإنكم لمن ريحان الله ) قال في النهاية : الريحان يطلق على الرحمة والرزق والراحة بالرزق سمي الولد ريحانا انتهى ، وقال في المجمع : ويجوز إرادة الريحان المشموم ; لأنهم يشمون ويقبلون ، وهو من باب الرجوع ، ذمهم أولا ثم رجع إلى المدح أي مع كونهم مظنة أن يحملوا الآباء على البخل والجبن عن الغزو ، من ريحان الله أي رزقه انتهى ، وقال العيني في العمدة : وجه التشبيه أن الولد يشم ويقبل ، فكأنهم من جملة الرياحين ، وقال الكرماني : الريحان الرزق أو المشموم ، قال العيني : لا وجه هنا أن يكون بمعنى الرزق على ما لا يخفى ، وروى الترمذي من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما إليه ، وروى الطبراني في الأوسط من طريق أبي أيوب قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه ، فقلت : أتحبهما يا رسول الله ؟ قال : وكيف لا ؟ وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن عمر ) أخرجه الترمذي في مناقب الحسن والحسين ( والأشعث بن قيس ) أخرجه أحمد في مسنده ص 211 ج 5 .

                                                                                                          قوله : ( ولا نعرف لعمر بن عبد العزيز سماعا من خولة ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب في [ ص: 33 ] ترجمته : روى عن خولة بنت حكيم مرسلا انتهى فحديث عمر بن عبد العزيز هذا عن خولة منقطع .




                                                                                                          الخدمات العلمية