الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في كراهية البيتوتة وفي يده ريح غمر

                                                                                                          1859 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يعقوب بن الوليد المدني عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان حساس لحاس فاحذروه على أنفسكم من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد روي من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( غمر ) قال في النهاية : الغمر بالتحريك الدسم والزهومة من اللحم كالوضر من السمن انتهى .

                                                                                                          قوله : ( إن الشيطان حساس ) بحاء مهملة وشدة السين المهملة أي شديد الحس والإدراك ( لحاس ) بالتشديد أي يلحس بلسانه اليد المتلوثة من الطعام ( فاحذروه على أنفسكم ) أي خافوه عليها فاغسلوا أيديكم بعد فراغ الأكل من أثر الطعام ( وفي يده غمر ) بفتحتين أي دسم ووسخ وزهومة من اللحم والجملة حالية ( فأصابه شيء ) عطف على بات ، والمعنى وصله شيء من إيذاء الهوام ، وقيل أو من الجان لأن الهوام وذوات السموم ربما تقصده في المنام لرائحة الطعام في يديه فتؤذيه . وللطبراني من حديث أبي سعيد : من بات وفي يده ريح غمر فأصابه وضح أي برص ( فلا يلومن إلا نفسه ) لأنه مقصر في حق نفسه .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب من هذا الوجه ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : [ ص: 485 ] رواه الترمذي والحاكم كلاهما عن يعقوب بن الوليد المدني عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة . وقال الترمذي : حديث غريب من هذا الوجه . وقد روي من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة انتهى . وقال الحاكم صحيح الإسناد . قال يعقوب بن الوليد الأزدي : هذا كذب وإنهم لا يحتجون به ، لكن رواه البيهقي والبغوي وغيرهما من حديث زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة كما أشار إليه الترمذي . وقال البغوي في شرح السنة : حديث حسن وهو كما قال ، فإن سهيل بن أبي صالح وإن كان تكلم فيه فقد روى له مسلم في الصحيح احتجاجا واستشهادا . وروى له البخاري مقرونا . قال السلمي : سألت الدارقطني : لم ترك البخاري سهيلا في الصحيح ؟ فقال لا أعرف له فيه عذرا . وبالجملة فالكلام فيه طويل ، وقد روى عنه شعبة ومالك ووثقه الجمهور وهو حديث حسن انتهى كلام المنذري ( وقد روي من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة إلخ ) كذا ذكره الترمذي معلقا ووصله أبو داود وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية