الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الأكل مع المملوك والعيال

                                                                                                          1853 حدثنا نصر بن علي حدثنا سفيان عن إسمعيل بن أبي خالد عن أبيه عن أبي هريرة يخبرهم ذاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كفى أحدكم خادمه طعامه حره ودخانه فليأخذ بيده فليقعده معه فإن أبى فليأخذ لقمة فليطعمها إياه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو خالد والد إسمعيل اسمه سعد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أبيه ) أي أبي خالد البجلي الأحمسي اسمه سعد أو هرمز أو كثير مقبول من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( ذلك ) وفي بعض النسخ بذلك ، وهذا اللفظ لا وجه لذكره هاهنا كما لا يخفى ( إذا كفى أحدكم ) بالنصب ( خادمه ) بالرفع ، والخادم يطلق على الذكر والأنثى أعم أن يكون رقيقا أو حرا ( طعامه ) يعني إذا قام خادم أحدكم مقامه في صنع الطعام وتحمل مشقته ، من كفاه الأمر إذا قام به مقامه ( حره ودخانه ) بالنصب بدل من طعامه ( فليأخذ بيده ) أي بيد الخادم ( فليقعده معه ) أمر من الإقعاد للاستحباب ( فإن أبى ) قال الحافظ : فاعل أبى يحتمل أن يكون السيد ، والمعنى إذا ترفع عن مؤاكلة غلامه ، ويحتمل أن يكون الخادم إذا تواضع عن مؤاكلة سيده ، ويؤيد الاحتمال الأول أن في رواية جابر عند أحمد : أمرنا أن ندعوه فإن كره أحدنا أن يطعم معه فليطعمه في يده ، وإسناده حسن انتهى ( فليأخذ لقمة فليطعمه إياها ) وفي رواية البخاري : فليناوله أكلة أو أكلتين ، [ ص: 477 ] قال الحافظ : بضم الهمزة أي اللقمة أو للتقسيم بحسب حال الطعام وحال الخادم . وفي رواية مسلم تقييد ذلك بما إذا كان الطعام قليلا ولفظه : فإن كان الطعام مشفوها قليلا ومقتضى ذلك أن الطعام إذا كان كثيرا فإما أن يقعده معه وإما أن يجعل حظه منه كثيرا انتهى . قال النووي : في هذا الحديث الحث على مكارم الأخلاق والمواساة في الطعام لا سيما في حق من صنعه أو حمله ; لأنه ولي حره ودخانه وتعلقت به نفسه وشم رائحته ، وهذا كله محمول على الاستحباب انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وأبو داود وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية