الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          [ ص: 348 ]

                                                          باب الياء .

                                                          ( الياء ) حرف من حروف المعجم . وهي من حروف الزيادات ومن حرف المد اللين . وقد يكنى بها عن المتكلم المجرور ذكرا كان أو أنثى كقولك : ثوبي وغلامي . إن شئت فتحتها وإن شئت سكنتها . ولك أن تحذفها في النداء خاصة ، تقول : يا قوم ويا عباد بالكسر فإن جاءت بعد الألف فتحت لا غير نحو عصاي ورحاي وكذا إن جاءت بعد ياء الجمع كقوله - تعالى - : وما أنتم بمصرخي وكسرها بعض القراء وليس بوجه . وقد يكنى بها عن المتكلم المنصوب مثل نصرني وأكرمني ونحوهما . وقد تكون علامة للتأنيث كقولك : افعلي وأنت تفعلين . وتنسب القصيدة التي قوافيها على الياء ياوية . و ( يا ) حرف ينادى به القريب والبعيد وقول الراجز :


                                                          يا لك من قبرة بمعمر

                                                          هي كلمة تعجب . وقوله - تعالى - : " ألا يا اسجدوا لله " بالتخفيف معناه ألا يا هؤلاء اسجدوا فحذف فيه المنادى اكتفاء بحرف النداء كما حذف حرف النداء اكتفاء بالمنادى في قوله - تعالى - : يوسف أعرض عن هذا لأن المراد معلوم . وقيل : إن يا هاهنا للتنبيه كأنه قال : ألا اسجدوا فلما دخل عليه يا للتنبيه سقطت ألف اسجدوا لأنها ألف وصل وسقطت ألف يا لاجتماع الساكنين الألف والسين . ونظيره قول ذي الرمة :


                                                          ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى     ولازال منهلا بجرعائك القطر



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية