الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في أكل القثاء بالرطب

                                                                                                          1844 حدثنا إسمعيل بن موسى الفزاري حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن سعد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في أكل القثاء بالرطب ) قال في المصباح : القثاء بكسر القاف وتشديد الثاء المثلثة ويجوز ضم القاف وهو اسم جنس لما يقوله الناس الخيار ، وبعض الناس يطلق القثاء على نوع يشبه الخيار وهو مطابق لقول الفقهاء : لو حلف لا يأكل الفاكهة حنث بالقثاء والخيار ، وهو يقتضي أن يكون نوعا غيره فتفسير القثاء بالخيار تسامح انتهى .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا إبراهيم بن سعد ) هو الزهري أبو إسحاق المدني ( عن أبيه ) أي سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ( عن عبد الله بن جعفر ) بن أبي طالب الهاشمي ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب ) وقع في رواية الطبراني صفة أكله لهما ، فأخرج في الأوسط من حديث عبد الله بن جعفر قال : رأيت في يمين النبي صلى الله عليه وسلم قثاء وفي شماله رطبا وهو يأكل من ذا مرة ومن [ ص: 469 ] ذا مرة ، وفي سنده ضعف ، كذا في الفتح قال النووي : فيه جواز أكلهما معا والتوسع في الأطعمة ، ولا خلاف بين العلماء في جواز هذا ، وما نقل عن بعض السلف من خلاف هذا فمحمول على كراهة اعتياد التوسع والترفه والإكثار منه لغير مصلحة دينية انتهى .

                                                                                                          وقال القرطبي : يؤخذ من هذا الحديث جواز مراعاة صفات الأطعمة وطبائعها واستعمالها على الوجه الأليق بها على قاعدة الطب لأن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة فإذا أكلا معا اعتدلا ، وهذا أصل كبير في المركبات من الأدوية ، ومن فوائد أكل هذا المركب المعتدل تعديل المزاج وتسمين البدن كما أخرجه ابن ماجه من حديث عائشة أنها قالت : أرادت أمي أن تهيئني للسمن لتدخلني على النبي صلى الله عليه وسلم ، فما استقام لها ذلك حتى أكلت الرطب بالقثاء ، فسمنت كأحسن السمن انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه أحمد والشيخان وأبو داود وابن ماجه وأبو يعلى .




                                                                                                          الخدمات العلمية