الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب

                                                                                                          1843 حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرطب قال وفي الباب عن أنس قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب ورواه بعضهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل ولم يذكر فيه عن عائشة وقد روى يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة هذا الحديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في أكل البطيخ بالرطب ) البطيخ بكسر الموحدة وتشديد الطاء المهملة المكسورة بالفارسية خربزة وبالهندية خربوزه ، والرطب بضم الراء وفتح الطاء نضيج البسر .

                                                                                                          قوله : ( كان يأكل البطيخ بالرطب ) زاد أبو داود في روايته : يقول نكسر حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا . قال الحافظ في الفتح : وقع في رواية الطبراني كيفية أكله لهما فأخرج في الأوسط وهو في الطب لأبي نعيم من حديث أنس كان يأخذ الرطب بيمينه ، والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ ، وكان أحب الفاكهة إليه ، وسنده ضعيف . وأخرج النسائي بسند صحيح عن حميد عن أنس : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب والخربز ، وهو بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر الموحدة بعدها زاي نوع من البطيخ الأصفر ، وفي هذا تعقب على من زعم أن المراد بالبطيخ في الحديث الأخضر ، واعتل بأن في الأصفر حرارة كما في الرطب ، قد ورد التعليل بأن أحدهما [ ص: 468 ] يطفئ حرارة الآخر ، والجواب عن ذلك بأن في الأصفر بالنسبة للرطب برودة وإن كان فيه لحلاوته طرف حرارة انتهى : وقيل أراد قبل أن ينضج البطيخ ويصير حلوا ، فإنه بعد نضجه حار وقبله بارد انتهى . قال الخطابي : فيه إثبات الطب والعلاج ومقابلة الشيء الضار بالشيء المضاد له في طبعه على مذهب الطب والعلاج .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أنس ) تقدم تخريجه في كلام الحافظ .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي في السنن الكبرى . قال الحافظ ابن القيم في زاد المعاد : جاء في البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها شيء غير هذا الحديث الواحد ( وقد روى يزيد بن رومان ) المدني مولى آل الزبير ، ثقة من الخامسة ، وروايته عن أبي هريرة مرسلة ، كذا في التقريب .




                                                                                                          الخدمات العلمية