الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في أي اللحم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          1837 حدثنا واصل بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن فضيل عن أبي حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها قال وفي الباب عن ابن مسعود وعائشة وعبد الله بن جعفر وأبي عبيدة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو حيان اسمه يحيى بن سعيد بن حيان وأبو زرعة بن عمرو بن جرير اسمه هرم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا واصل بن عبد الأعلى ) الأسدي الكوفي ( حدثنا محمد بن الفضيل ) هو الضبي الكوفي ( عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ) بن عبد الله البجلي الكوفي ، قيل : اسمه هرم ، وقيل : عمرو ، وقيل : عبد الله ، وقيل : عبد الرحمن ، وقيل : جرير ، ثقة من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( فرفع إليه الذراع ) قال في القاموس : الذراع بالكسر من طرف المرفق إلى طرف الأصبع الوسطى والساعد وقد يذكر فيهما والجمع أذرع وذرعان بالضم ، ومن يدي البقر والغنم فوق الكراع ، ومن يد البعير فوق الوظيف ، وكذلك من الخيل والبغال والحمير انتهى ( وكان ) أي الذراع ( يعجبه ) أي يروقه وهو يستحسنه ويحبه . قال النووي : محبته صلى الله عليه وسلم للذراع لنضجها وسرعة استمرائها ، مع زيادة لذتها وحلاوة مذاقها ، وبعدها عن مواضع الأذى ( فنهس منها ) أي من الذراع ، قيل : استحب النهس للتواضع وعدم التكبر ، ولأنه أهنأ وأمرأ كما مر في حديث صفوان بن أمية .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن مسعود وعائشة وعبد الله بن جعفر وأبي عبيدة ) أما حديث ابن [ ص: 464 ] مسعود فأخرجه أبو داود والنسائي عنه قال : كان أحب العراق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عراق الشاة . قال في القاموس : العراق كغراب العظم أكل لحمه جمعه ككتاب وغراب نادر ، أو العرق العظم بلحمه فإذا أكل لحمه فعراق أو كلاهما لكليهما انتهى . وأما حديث عائشة فأخرجه الترمذي بعد هذا . وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم والبيهقي عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والقوم يلقون لرسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم يقول : أطيب اللحم لحم الظهر . وأما حديث أبي عبيدة فلينظر من أخرجه .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه ابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية