الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون ( 68 ) قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ( 69 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ) أي ( ما صفتها ) ( قال ) موسى ( إنه يقول ) يعني فسأل الله تعالى فقال إنه يعني أن الله تعالى يقول ( إنها بقرة لا فارض ولا بكر ) أي لا كبيرة ولا صغيرة والفارض المسنة التي لا تلد يقال منه فرضت تفرض فروضا والبكر الفتاة الصغيرة التي لم تلد قط وحذفت ( الهاء ) منهما للاختصاص بالإناث كالحائض ( عوان ) وسط نصف ( بين ذلك ) أي بين السنين يقال عونت المرأة تعوينا إذا زادت على الثلاثين قال الأخفش ( العوان التي لم تلد قط ، وقيل ) العوان التي نتجت مرارا وجمعها عون ( فافعلوا ما تؤمرون ) ذبح البقرة ولا تكثروا السؤال

                                                                                                                                                                                                                                      ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها ) قال ابن عباس : شديدة الصفرة وقال قتادة : صاف وقال الحسن : الصفراء السوداء والأول أصح لأنه لا يقال أسود فاقع إنما يقال أصفر فاقع وأسود ( حالك ) وأحمر قانئ وأخضر ناضر وأبيض يقق للمبالغة ، ( تسر الناظرين [ ص: 108 ] ) إليها يعجبهم حسنها وصفاء لونها

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية