الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في شد الأسنان بالذهب

                                                                                                          1770 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا علي بن هاشم بن البريد وأبو سعد الصغاني عن أبي الأشهب عن عبد الرحمن بن طرفة عن عرفجة بن أسعد قال أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذت أنفا من ورق فأنتن علي فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفا من ذهب حدثنا علي بن حجر حدثنا الربيع بن بدر ومحمد بن يزيد الواسطي عن أبي الأشهب نحوه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث عبد الرحمن بن طرفة وقد روى سلم بن زرير عن عبد الرحمن بن طرفة نحو حديث أبي الأشهب وقد روى غير واحد من أهل العلم أنهم شدوا أسنانهم بالذهب وفي الحديث حجة لهم وقال عبد الرحمن بن مهدي سلم بن زرين وهو وهم وزرير أصح وأبو سعد الصغاني اسمه محمد بن ميسر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا علي بن هاشم بن البريد ) بفتح الموحدة وبعد الراء تحتانية ساكنة صدوق [ ص: 379 ] يتشيع من صغار الثامنة ( وأبو سعد الصنعاني ) اسمه محمد بن ميسر بتحتانية ومهملة وزن محمد الجعفي الصاغاني بمهملة ثم معجمة البلخي الضرير نزيل بغداد ، ويقال له محمد بن أبي زكريا ضعيف ، ورمي بالإرجاء من التاسعة كذا في التقريب . وقد ذكر الترمذي في نسبه الصنعاني بفتح صاد مهملة وسكون نون وبعين مهملة فألف فنون أخرى . وقال الحافظ في تهذيب التهذيب والخزرجي في الخلاصة : الصاغاني بصاد مهملة ثم ألف ثم معجمة فألف فنون قوله : ( عن أبي الأشهب ) اسمه جعفر بن حيان السعدي العطاردي البصري مشهور بكنيته ثقة من السادسة ( عن عبد الرحمن بن طرفة ) بفتح المهملة والراء والفاء بعدها هاء التأنيث ، ابن عرفجة بفتح المهملة والفاء بينهما راء ساكنة ثم جيم ابن سعد التميمي ، وثقه البجلي من الرابعة ( عن عرفجة بن أسعد ) صحابي نزل البصرة .

                                                                                                          قوله : ( أصيب أنفي ) أي قطع ( يوم الكلاب ) بضم الكاف وتخفيف اللام اسم ماء ، كان هناك وقعة بل وقعتان مشهورتان يقال لهما الكلاب الأول والثاني . قال التوربشتي : ماء عن يمين جبلة والشام وهما جبلان ويومه يوم الواقعة التي كانت عليه وللعرب به يومان مشهوران في أيام أكثم بن صيفي ، والحاصل أن يوم الكلاب اسم حرب معروفة من حروبهم ( فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفا من ذهب ) وبه أباح العلماء اتخاذ الأنف من الذهب ، وكذا ربط الأسنان بالذهب .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا الربيع بن بدر ) بن عمر بن جراد التميمي السعدي البصري يلقب عليلة بمهملة مضمومة ولامين متروك من الثامنة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أبو داود والنسائي ( وقد روى سلم بن زرير عن عبد الرحمن بن طرفة إلخ ) وصله النسائي في سننه قال أخبرنا محمد بن معمر ، قال : حدثنا حبان [ ص: 380 ] قال : حدثنا سلم بن زرير ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن طرفة عن جده عرفجة بن أسعد أنه أصيب أنفه يوم الكلاب في الجاهلية ، فاتخذ أنفا من ورق الحديث . وسلم بفتح السين المهملة وسكون اللام وأبوه زرير بفتح الزاي المعجمة وبالراءين المهملتين بينهما تحتية بوزن عظيم العطاردي أبو بشرى البصري وثقه أبو حاتم وقال النسائي ليس بالقوي من السادسة كذا في التقريب ( وقال ابن مهدي : سلم بن رزين وهو وهم ، وزرير أصح ) وفي تاريخ البخاري : قال ابن مهدي : سلم بن رزين يعني بالنون وتقديم الراء قال أبو أحمد الحاكم : وهو وهم . وقال أبو علي الجياني : وقع لبعض رواة الجامع زرير بضم الزاي وهو خطأ والصواب الفتح انتهى كذا في تهذيب التهذيب ( وقد روي عن غير واحد من أهل العلم أنهم شدوا أسنانهم بالذهب ، وفي هذا الحديث حجة لهم ) قال الزيلعي في نصب الراية : وفي الباب أحاديث مرفوعة وموقوفة روى الطبراني في معجمه الوسط عن عبد الله بن عمرو أن أباه سقطت ثنيته فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يشدها بذهب انتهى . وقال لم يروه عن هشام بن عروة إلا أبو الربيع السمان . حديث آخر رواه ابن قانع في معجم الصحابة عن عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول قال : اندقت ثنيتي يوم أحد فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أتخذ ثنية من ذهب انتهى .

                                                                                                          ذكر الزيلعي هذين الحديثين بإسنادهما قال : وروى الطبراني في معجمه عن محمد بن سعدان عن أبيه قال : رأيت أنس بن مالك يطوف به بنوه حول الكعبة على سواعدهم وقد شدوا أسنانه بذهب انتهى . أثر آخر : في مسند أحمد عن واقد بن عبد الله التميمي عن من رأى عثمانبن عفان أنه ضبب أسنانه بذهب انتهى . وليس من رواية أحمد . أثر آخر : روى النسائي في كتاب الكنى عن إبراهيم بن عبد الرحمن أبي سهيل مولى موسى بن طلحة قال : رأيت موسى بن طلحة بن عبد الله قد شد أسنانه بذهب انتهى . أثر آخر : روى ابن سعد في الطبقات في ترجمة عبد الملك بن مروان أخبرنا حجاج بن محمد عن ابن جريج أن ابن شهاب الزهري سئل عن شد الأسنان بالذهب ، فقال لا بأس به قد شد عبد الملك بن مروان أسنانه بالذهب انتهى . أثر آخر : قال ابن سعد أيضا : أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال : رأيت بعض أسنان عبد الله بن عون مشدودة بالذهب انتهى . قال ابن سعد : وعبد الله بن عون بن أرطبان مولى عبد الله بن درة يكنى أبا عون كان ثقة ورعا عابدا ، توفي في خلافة أبي جعفر سنة إحدى وخمسين ومائة .




                                                                                                          الخدمات العلمية