الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في كراهية الأجراس على الخيل

                                                                                                          1703 حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس قال أبو عيسى وفي الباب عن عمر وعائشة وأم حبيبة وأم سلمة وهذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في كراهية الأجراس على الخيل ) الأجراس جمع جرس بالتحريك وهو الذي يعلق في عنق البعير والذي يضرب به أيضا كذا في القاموس . وقال الجزري في النهاية : فيه حديث لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس هو الجلجل الذي يعلق على الدواب ، قيل : إنما كرهه لأنه يدل على أصحابه بصوته ، وكان عليه السلام يحب أن لا يعلم العدو به حتى يأتيهم فجأة ، وقيل غير ذلك انتهى .

                                                                                                          قوله : ( لا تصحب الملائكة ) أي ملائكة الرحمة لا الحفظة ( رفقة ) بضم أوله أي جماعة ترافقوا ، وهي مثلثة الراء على ما في القاموس . وقال النووي بكسر الراء وضمها ( فيها كلب ) أي لغير الصيد والحراسة ( ولا جرس ) بزيادة لا للتأكيد . قال الطيبي : جاز عطفه على قوله : فيها كلب وإن كان مثبتا لأنه في سياق النفي . في المغرب : الجرس بفتحتين ما يعلق بعنق الدابة وغيره فيصوت . قال النووي : وسبب الحكمة في عدم مصاحبة الملائكة مع الجرس أنه شبيه بالنواقيس أو لأنه من المعاليق المنهي عنها لكراهة صوتها ، ويؤيده قوله : " الجرس مزامير الشيطان " ، وهو مذهبنا ومذهب مالك وهي كراهة تنزيه . وقال جماعة من متقدمي علماء الشام : يكره الجرس الكبير دون الصغير انتهى .

                                                                                                          قلت : لفظ الحديث مطلق فيدخل فيه كل جرس كبيرا كان أو صغيرا فالتقييد بالجرس [ ص: 293 ] الكبير يحتاج إلى الدليل . وروى أبو داود في سننه قال : حدثنا علي بن سهل وإبراهيم بن الحسن قالا : أنبأنا حجاج عن ابن جريج ، قال : أخبرني عمر بن حفص أن عامر بن عبد الله قال : علي بن سهل بن الزبير أخبره أن مولاة لهم ذهبت بابنة الزبير إلى عمر بن الخطاب وفي رجلها أجراس فقطعها عمر ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن مع كل جرس شيطانا . قال المنذري : مولاة لهم مجهولة ، وعامر بن عبد الله بن الزبير لم يدرك عمر انتهى . وروى أيضا عن بنانة مولاة عبد الرحمن بن حيان الأنصاري عن عائشة قالت : بينما هي عندها إذ دخل عليها بجارية وعليها جلاجل يصوتن فقالت : لا تدخلنها علي إلا أن تقطعوا جلاجلها ، وقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس . والحديث سكت عنه أبو داود والمنذري .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عمر وعائشة وأم حبيبة وأم سلمة ) أما حديث عمر فأخرجه أبو داود ، وأما حديث عائشة فأخرجه أيضا أبو داود وتقدم لفظه ولفظ حديث عمر آنفا . وأما حديث أم حبيبة فأخرجه أبو داود والنسائي . وأما حديث أم سلمة فأخرجه النسائي .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ومسلم وأبو داود .




                                                                                                          الخدمات العلمية