الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الفطر عند القتال

                                                                                                          1684 حدثنا أحمد بن محمد بن موسى أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن قزعة عن أبي سعيد الخدري قال لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح مر الظهران فآذننا بلقاء العدو فأمرنا بالفطر فأفطرنا أجمعون قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن عمر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن قزعة ) بزاي وفتحات ابن يحيى البصري ثقة من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( مر الظهران ) بفتح الميم والظاء ، قال في النهاية : هو واد بين مكة وعسفان واسم القرية المضافة إليه مر بفتح الميم وتشديد الراء انتهى ( فآذننا ) أي أعلمنا ( فأمرنا بالفطر فأفطرنا أجمعين ) وفي رواية مسلم : سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن صيام قال : فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر . ثم نزلنا منزلا آخر ، فقال : إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا ، وكانت عزمة فأفطرنا ، وفيه دليل على أن الفطر لمن وصل في سفره إلى موضع قريب من العدو أولى ; لأنه ربما وصل إليهم العدو إلى ذلك الموضع الذي هو مظنة ملاقاة العدو ، ولهذا كان الإفطار أولى ولم يتحتم ، وأما إذا كان لقاء العدو متحققا فالإفطار عزيمة ; لأن الصائم يضعف عن منازلة الأقران ، ولا سيما عند غليان مراجل الضراب والطعان ، ولا يخفى ما في ذلك من الإهانة لجنود المحقين وإدخال الوهن على عامة المجاهدين من المسلمين .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم وأبو داود .




                                                                                                          الخدمات العلمية