الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء أي الناس خير

                                                                                                          1652 حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بخير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله ألا أخبركم بالذي يتلوه رجل معتزل في غنيمة له يؤدي حق الله فيها ألا أخبركم بشر الناس رجل يسأل بالله ولا يعطي به قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ويروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( رجل ممسك بعنان فرسه ) وفي رواية : " آخذ برأس فرسه " ( بالذي يتلوه ) وفي رواية " بالذي يليه " ( رجل معتزل في غنيمة له ) تصغير غنم وهو مؤنث سماعي ولذلك صغرت بالتاء والمراد قطعة غنم ، قال النووي : في الحديث دليل لمن قال بتفضيل العزلة على الخلطة وفي ذلك خلاف مشهور ، فمذهب الشافعي وأكثر العلماء : أن الاختلاط أفضل بشرط رجاء السلامة من الفتن ، ومذهب طوائف من الزهاد أن الاعتزال أفضل ، واستدلوا بالحديث : وأجاب الجمهور بأنه محمول على زمان الفتن والحروب ، أو فيمن لا يسلم الناس منه ولا يصبر عن أذاهم . وقد كانت الأنبياء [ ص: 240 ] صلوات الله عليهم وجماهير الصحابة والتابعين والعلماء والزهاد مختلطين ويحصلون منافع الاختلاط بشهود الجمعة والجماعة والجنائز وعيادة المريض وحلق الذكر وغير ذلك انتهى . ( رجل يسأل بالله ولا يعطي به ) هذا يحتمل الوجهين أحدهما أن قوله " يسأل " بلفظ المجهول وقوله " يعطي " على بناء المعلوم ، أي شر الناس من يسأل منه صاحب حاجة بأن يقول اعطني لله وهو يقدر ولا يعطي شيئا بل يرده خائبا ، والثاني أن يكون قوله يسأل على بناء المعلوم وقوله لا يعطى على بناء المفعول ، أي يقول اعطني بحق الله ولا يعطى . قال في المجمع : هذا مشكل إلا أن يتهم السائل بعدم استحقاقه . وقال الطيبي : الباء كالباء في كتبت بالقلم أي يسأل بواسطة ذكر الله أو للقسم والاستعطاف أي بقول السائل : أعطوني شيئا بحق الله . وهذا مشكل إلا أن يكون السائل متهما بحق الله ويظن أنه غير مستحق انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه النسائي وابن حبان في صحيحه ، ورواه مالك عن عطاء بن يسار مرسلا كذا في الترغيب .




                                                                                                          الخدمات العلمية