الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء ما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة إن هذه لا تغزى بعد اليوم

                                                                                                          1611 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن الحارث بن مالك بن البرصاء قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقول لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة قال أبو عيسى وفي الباب عن ابن عباس وسليمان بن صرد ومطيع وهذا حديث حسن صحيح وهو حديث زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي فلا نعرفه إلا من حديثه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن الحارث بن مالك بن برصاء ) قال الحافظ في التقريب : الحارث بن مالك بن قيس الليثي المعروف بابن البرصاء صحابي له حديث واحد تأخر إلى أواخر خلافة معاوية ( لا [ ص: 195 ] تغزى ) بصيغة المجهول ( هذه ) أي مكة المكرمة ( بعد اليوم ) أي بعد يوم فتح مكة . قال في مجمع البحار : أي لا تعود دار كفر يغزى عليه أو لا يغزوها الكفار أبدا إذ المسلمون قد غزوها مرات ، غزوها زمن يزيد بن معاوية بعد وقعة الحرة وزمن عبد الملك بن مروان مع الحجاج وبعده ، على أن من غزاها من المسلمين لم يقصدوها ولا البيت . وإنما قصدوا ابن الزبير مع تعظيم أمر مكة وإن جرى عليه ما جرى من رميه بالنار في المنجنيق والحرقة ، ولو روي لا تغز ، على النهي لم يحتج إلى التأويل انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن عباس وسليمان بن صرد ومطيع ) لينظر من أخرج أحاديث هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) هذا الحديث من أفراد الترمذي وقد تفرد بروايته الحارث بن مالك كما عرفت به .




                                                                                                          الخدمات العلمية