الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 620 - 621 ] كتاب النكاح لغة الوطء المباح قاله الأزهري وقال الجوهري النكاح الوطء وقد يكون العقد المراد كعقدت ونكحت هي أي تزوجت انتهى وإذا قالوا نكح فلانة أو بنت فلان أرادوا عقد الزواج وإذا قالوا نكح امرأته وزوجته لم يريدوا إلا المجامعة لقرينة ذكر امرأته أو زوجته وهو قول أبي علي الفارسي ( وهو ) أي النكاح شرعا ( حقيقة في عقد التزويج ) لصحة نفيه السفاح فيقال هذا سفاح وليس بنكاح وصحة النفي دليل المجاز ولانصراف اللفظ عند الإطلاق إليه وتبادره إلى الذهن دون غيره ( مجاز في الوطء ) لما تقدم وقيل النكاح حقيقة في الوطء مجاز في العقد لأنه سبب الوطء وقيل حقيقة في مجموعهما فهو من الألفاظ المتواطئة .

                                                                          قال ابن رزين إنه الأشبه باعتبار مطلق الضم لأن القول بالتواطؤ خير من الاشتراك والمجاز لأنهما على خلاف الأصل ( والأشهر ) أنه أي لفظ النكاح ( مشترك ) بين العقد والوطء فيطلق على كل منهما على انفراده حقيقة قال في الإنصاف وعليه الأكثر . ا هـ . لوروده في كل منهما والأصل في الإطلاق الحقيقة ( والمعقود ) أي الذي يرد ( عليه ) عقد النكاح ( المنفعة ) كالإجارة قاله في الفروع .

                                                                          قال القاضي أبو الحسين في فروعه والذي يقتضيه مذهبنا أن المعقود عليه في النكاح منفعة الاستمتاع وأنه في حكم منفعة الاستخدام وقال القاضي في أحكام القرآن المعقود عليه الحل لا ملك المنفعة ولهذا يقع الاستمتاع من جهة الزوجة مع أنه لا ملك لها وأجمعوا على مشروعية النكاح لقوله تعالى : { فانكحوا ما طاب لكم من النساء } الآية وغيرها . وحديث { تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة } رواه أحمد وابن حبان

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية