الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل منزلة التسليم

ومن منازل : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) منزلة التسليم

وهي نوعان : تسليم لحكمه الديني الأمري . وتسليم لحكمه الكوني القدري .

فأما الأول : فهو تسليم المؤمنين العارفين . قال تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) .

فهذه ثلاث مراتب : التحكيم ، وسعة الصدر بانتفاء الحرج ، والتسليم .

وأما التسليم للحكم الكوني : فمزلة أقدام ، ومضلة أفهام . حير الأنام ، وأوقع الخصام . وهي مسألة الرضا بالقضاء . وقد تقدم الكلام عليها بما فيه كفاية . وبينا أن [ ص: 146 ] التسليم للقضاء يحمد إذا لم يؤمر العبد بمنازعته ودفعه . ولم يقدر على ذلك ، كالمصائب التي لا قدرة له على دفعها .

وأما الأحكام التي أمر بدفعها : فلا يجوز له التسليم إليها ، بل العبودية : مدافعتها بأحكام أخر أحب إلى الله منها .

التالي السابق


الخدمات العلمية