الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
[ ص: 447 ] مطلب : : لا يستحب تشميت الذمي .

( الثانية ) : لا يستحب تشميت الذمي ، نص عليه . وهل يباح أو يكره أو يحرم ؟ أقوال . قال الإمام ابن عقيل : ولا يستحب تشميت الكافر ، فإن شمته أجابه بآمين يهديكم الله فإنها دعوة تصلح للمسلم والكافر .

وروى الإمام أحمد أن أبا مسلم قال { كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله ، فكان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم } قال شيخ الإسلام : نص أحمد أنه لا يستحب تشميت الذمي .

قال القاضي : عدم التشميت ظاهر كلام أحمد ; لأنه تحية له فهو كالسلام ، يدل عليه ما رواه أبو حفص بإسناده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { للمسلم على المسلم ست خصال إن ترك منهن شيئا ترك حقا واجبا عليه : إذا دعاه أن يجيبه ، وإذا مرض أن يعوده ، وإذا مات أن يشيعه ، وإذا لقيه أن يسلم عليه ، وإذا استنصحه أن ينصحه ، وإذا عطس أن يشمته } فلما خص المسلم بذلك دل على أن الكافر بخلافه . ورواه أهل السنن إلا قوله { حقا واجبا عليه } ولأحمد ومسلم من حديث أبي هريرة { حق على المسلم ست } فذكره .

قال شيخ الإسلام : التخصيص بالوجوب أو الاستحباب إنما ينفي ذلك في حق الذمي كما ذكره الإمام أحمد في النصيحة وإجابة الدعوة لا ينفي جواز ذلك في حق الذمي من استحباب ولا كراهية كإجابة دعوته . وظاهر كلام أحمد يكره ، قال وكلام ابن عقيل إنما ينفي الاستحباب . فإذا كان في التهنئة والتعزية والعيادة روايتان فالتشميت كذلك . انتهى والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية