الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
كيف يقول من روى بالمناولة والإجازة ؟


516 . واختلفوا فيمن روى ما نوولا ( فمالك ) و ( ابن شهاب ) جعلا      517 . إطلاقه (حدثنا) و (أخبرا)
يسوغ وهو لائق بمن يرى      518 . العرض كالسماع بل أجازه
بعضهم في مطلق الإجازه      519 . و (المرزباني) و ( أبو نعيم )
أخبر ، والصحيح عند القوم      520 . تقييده بما يبين الواقعا
إجازة تناولا هما معا      521 . أذن لي ، أطلق لي ، أجازني
سوغ لي ، أباح لي ، ناولني      522 . وإن أباح الشيخ للمجاز
إطلاقه لم يكف في الجواز

التالي السابق


اختلفوا في عبارة الراوي لما تحمله بطريق المناولة ، فحكي عن جماعة ، منهم : أبو [ ص: 445 ] بكر ابن شهاب الزهري ، ومالك بن أنس ، جواز إطلاق حدثنا وأخبرنا ، وهو لائق بمذهب من يرى عرض المناولة المقرونة بالإجازة سماعا ، ممن تقدمت حكايته عنهم . وحكي عن قوم آخرين : جواز إطلاق : حدثنا وأخبرنا في الرواية بالإجازة مطلقا ، قال القاضي عياض : وحكي ذلك عن ابن جريج ، وجماعة من المتقدمين ، وحكى الوليد بن بكر : أنه مذهب مالك ، وأهل المدينة ، وذهب إلى جوازه إمام الحرمين ، وخالفه غيره من أهل الأصول . وأطلق أبو نعيم الأصبهاني ، وأبو عبيد الله المرزباني في الإجازة : أخبرنا من غير بيان . وحكى الخطيب : أن المرزباني عيب بذلك .

فقولي : ( والمرزباني وأبو نعيم أخبر ) أي : أطلقا لفظ أخبر في الإجازة ، والصحيح المختار الذي عليه عمل الجمهور ، واختاره أهل التحري ، والورع : المنع من إطلاق حدثنا وأخبرنا ، ونحوهما في المناولة والإجازة ، وتقييد ذلك بعبارة تبين الواقع في كيفية التحمل ، وتشعر به ، فنقول : أخبرنا أو حدثنا فلان إجازة ، أو مناولة ، [ ص: 446 ] أو إجازة ومناولة ، أو إذنا ، أو في إذنه ، أو أذن لي ، أو أطلق لي روايته عنه ، أو أجازني ، أو أجاز لي ، أو سوغ لي أن أروي عنه ، أو أباح لي ، أو ناولني ، وما أشبه ذلك من العبارات المبينة لكيفية التحمل . وإن أباح المجيز للمجاز إطلاق أخبرنا أو حدثنا في الإجازة ، أو المناولة ، لم يجز له ذلك ، كما يفعله بعض المشايخ في إجازتهم ، فيقولون عمن أجازوا له : إن شاء قال : حدثنا ، وإن شاء قال : أخبرنا .




الخدمات العلمية