الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: يكاد البرق آية 20

                                          [203] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : يكاد البرق يخطف أبصارهم يقول: يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين.

                                          قوله: يخطف أبصارهم

                                          [204] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ، ثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله: يكاد البرق يخطف أبصارهم يلتمع أبصارهم ولما يخطف.

                                          [ ص: 58 ] [205] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أبي عمر العدني، ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار قال: لم أسمع بأحد ذهب البرق ببصره لقول الله: يكاد البرق يخطف أبصارهم

                                          الوجه الثاني:

                                          [206] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان، ثنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق قال فيما حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : يكاد البرق يخطف أبصارهم أي لشدة ضوء الحق.

                                          الوجه الثالث:

                                          [207] أخبرنا علي بن المبارك، فيما كتب إلي، ثنا زيد بن المبارك ، ثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : يكاد البرق يخطف أبصارهم قال: هذا مثل آخر، كما إذا كانوا في البر في المطر فرقوا من الصواعق. قال: هذا قول الله لمن شك من الكفار فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

                                          قوله: كلما أضاء لهم مشوا فيه

                                          [208] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : كلما أضاء لهم مشوا فيه يقول: " كلما أصاب المنافقون من الإسلام خيرا اطمأنوا إليه، وإن أصاب الإسلام نكبة قاموا ليرجعوا إلى الكفر. ثم إذا أظلم عليهم قاموا، كقوله: ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به إلى آخر الآية.

                                          [209] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: فيما حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس كلما أضاء لهم مشوا فيه، وإذا أظلم عليهم قاموا أي يعرفون الحق ويتكلمون به فهم من قولهم به على استقامة، فإذا ارتكسوا منه إلى الكفر قاموا أي متحيرين.

                                          [ ص: 59 ] [210] حدثنا عصام بن رواد العسقلاني ، بها، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع، عن أبي العالية ، في قوله: كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا فمثله كمثل قوم ساروا في ليلة مظلمة لها مطر ورعد وبرق على جادة كلما أبرقت أبصروا الجادة فمضوا فيها فإذا ذهب البرق تحيروا، فكذلك المنافق كلما تكلم بكلمة الإخلاص أضاء له، وكلما شك تحير ووقع في الظلمة. قال أبو محمد: وروي عن الحسن ، وقتادة ، والسدي ، والربيع بن أنس نحو ذلك

                                          قوله: وإذا أظلم عليهم قاموا

                                          [211] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق ، قال: فيما حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : وإذا أظلم عليهم قاموا أي متحيرين.

                                          قوله: ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم [212] حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع، عن أبي العالية .. ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم قال: ذكر أسماعهم وأبصارهم التي عاثوا بها في الناس.

                                          [213] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان، ثنا سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق قال: فيما حدثنا محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم أي لما تركوا من الحق بعد معرفته، إن الله على كل شيء قدير.

                                          قوله: إن الله على كل شيء قدير

                                          [214] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا محمد بن عمرو زنيج، ثنا سلمة، قال محمد بن إسحاق : إن الله على كل شيء قدير أي إن الله على كل ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية