الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما يكره من الأضاحي

                                                                                                          1498 حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك بن عبد الله عن أبي إسحق عن شريح بن النعمان الصائدي وهو الهمداني عن علي بن أبي طالب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن وأن لا نضحي بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء حدثنا الحسن بن علي حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحق عن شريح بن النعمان عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وزاد قال المقابلة ما قطع طرف أذنها والمدابرة ما قطع من جانب الأذن والشرقاء المشقوقة والخرقاء المثقوبة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح قال أبو عيسى وشريح بن النعمان الصائدي هو كوفي من أصحاب علي وشريح بن هانيء كوفي ولوالده صحبة من أصحاب علي وشريح بن الحارث الكندي أبو أمية القاضي قد روى عن علي وكلهم من أصحاب علي في عصر واحد قوله أن نستشرف أي أن ننظر صحيحا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          2471 قوله : ( أن نستشرف العين والأذن ) بضم الذال ويسكن أي ننظر إليهما ونتأمل في سلامتهما من آفة تكون بهما كالعور والجدع ، قيل والاستشراف إمعان النظر . والأصل فيه وضع يدك على حاجبك كي لا تمنعك الشمس من النظر ، مأخوذ من الشرف وهو المكان المرتفع ، فإن من أراد أن [ ص: 69 ] يطلع على شيء أشرف عليه . وقال ابن الملك : الاستشراف الاستكشاف . قال الطيبي : وقيل هو من الشرفة وهي خيار المال : أي أمرنا أن نتخيرهما أي نختار ذات العين والأذن الكاملتين ( وأن لا نضحي بمقابلة ) بفتح الباء أي التي قطع من قبل أذنها شيء ثم ترك معلقا من مقدمها ( ولا مدابرة ) وهي التي قطع من دبرها وترك معلقا من مؤخرها ( ولا شرقاء ) بالمد أي مشقوقة الأذن طولا من الشرق وهو الشق ، ومنه أيام التشريق فإن فيها تشرق لحوم القرابين ( ولا خرقاء ) بالمد أي مثقوبة الأذن ثقبا مستديرا ، وقيل الشرقاء ما قطع أذنها طولا والخرقاء ما قطع أذنها عرضا .

                                                                                                          قوله : ( المقابلة ما قطع طرف أذنها ) أي من قدام ، قال في القاموس : هي شاة قطعت أذنها من قدام وتركت معلقة ، ومثله في النهاية إلا أنه لم يقيد بقدام ( والمدابرة ما قطع من جانب الأذن ) أي من مؤخرها ، قال في النهاية : المدابرة أن قطع من مؤخر أذن الشاة شيء ، ثم يترك معلقا كأنه زنمة انتهى ( والشرقاء المشقوقة ) أي المشقوقة الأذن . قال في النهاية : الشرقاء هي المشقوقة الأذن باثنتين شرق أذنها يشرق شرقاء إذا شقها انتهى . وقال في القاموس : شرق الشاة شرقا شق أذنها ، وشرقت الشاة كفرح انشقت أذنها طولا فهي شرقاء انتهى . ( والخرقاء المثقوبة ) أي المثقوبة الأذن ، قال في النهاية : الخرقاء التي في أذنها ثقب مستدير ، والخرق الشق انتهى . وفي القاموس : الخرقاء من الغنم التي في أذنها خرق انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) قال الحافظ في بلوغ المرام : أخرجه الخمسة وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية