الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1164 - مسألة اللعان وحكاية هلال بن أمية

                                                                                            2867 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي ، ثنا أحمد بن الوليد النحام ، ثنا الحسين بن محمد المروزي ، ثنا جرير بن حازم ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ، قال : لما قذف هلال بن أمية امرأته ، قيل له : والله ليجلدنك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثمانين جلدة . قال : الله أعدل من ذلك ، أن يضربني ثمانين جلدة ، وقد علم أني رأيت حتى استيقنت ، وسمعت حتى استثبت ، لا والله لا يضربني أبدا . فنزلت آية الملاعنة ، فدعا بهما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين نزلت الآية ، فقال : " الله يعلم أن أحدكما كاذب ، فهل منكما تائب " فقال هلال : والله إني لصادق ، فقال : " احلف بالله الذي لا إله إلا هو أني لصادق " يقول ذلك أربع مرات ، فإن كنت كاذبا فعلي لعنة الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " قفوه عند الخامسة ، فإنها موجبة " . فحلفت ثم قالت أربعا : والله الذي لا إله إلا هو إنه لمن الكاذبين ، وإن كان صادقا فعليها غضب الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " قفوها عند الخامسة فإنها موجبة " . فرددت ، وهمت بالاعتراف ، ثم قالت : لا أفضح قومي . فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " إن جاءت به أكحل ، أدعج ، سابغ الأليتين ، ألف الفخذين ، حدلج الساقين ، فهو للذي رميت به ، وإن جاءت به أصفر ، قصفا سبطا ، فهو لهلال بن أمية " ، فجاءت به على الصفة البغي ، قال أيوب : وقال محمد بن سيرين : كان الرجل الذي بلغها هلال بن أمية ، شريك بن سحماء ، وكان أخا البراء بن مالك أخي أنس بن مالك لأمه ، وكانت أمه سوداء وكان شريك يأوي إلى منزل هلال ويكون عنده .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط البخاري ، ولم يخرجاه بهذه السياقة ، إنما أخرجا حديث هشام بن حسان ، عن عكرمة مختصرا .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية