الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 105 ] (45) سورة الجاثية

                                                                                                                                                                                                                                        مكية وآيها سبع أو ست وثلاثون آية

                                                                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون

                                                                                                                                                                                                                                        حم تنزيل الكتاب إن جعلت حم مبتدأ خبره تنزيل الكتاب احتجت إلى إضمار مثل ذلك تنزيل حم، وإن جعلتها تعديدا للحروف كان تنزيل مبتدأ خبره: من الله العزيز الحكيم وقيل: حم مقسم به وتنزيل الكتاب صفته وجواب القسم:

                                                                                                                                                                                                                                        إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين وهو يحتمل أن يكون على ظاهره وأن يكون المعنى إن في خلق السموات لقوله:

                                                                                                                                                                                                                                        وفي خلقكم وما يبث من دابة ولا يحسن عطف ما على الضمير المجرور بل عطفه على المضاف إليه بأحد الاحتمالين، فإن بثه وتنوعه واستجماعه لما به يتم معاشه إلى غير ذلك دلائل على وجود الصانع المختار. آيات لقوم يوقنون محمول على محل إن واسمها، وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب بالنصب حملا على الاسم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية