الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    27 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل وقال بعد ذلك: ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة .

                                                                                                                                                                    ما فائدة التقديم والتأخير والتعبير بقبول الشفاعة تارة والنفع أخرى؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    أن الضمير في منها راجع في الأولى إلى (النفس) الأولى، وفي الثانية راجع إلى (النفس) الثانية، كأنه بين في الآية [ ص: 95 ] الأولى أن النفس الشافعة الجازية عن غيرها لا تقبل منها شفاعة، ولا يؤخذ منها عدل؛ ولأن الشافع يقدم الشفاعة على بذل العدل عنها.

                                                                                                                                                                    وبين في الآية الثانية أن النفس المطلوبة بجرمها لا يقبل منها عدل عن نفسها، ولا تنفعها شفاعة شافع فيها، وقد بذل العدل للحاجة إلى الشفاعة عند رده.

                                                                                                                                                                    فلذلك كله قال في الأولى:"لا يقبل منها شفاعة" وفي الثانية: ولا تنفعها شفاعة لأن الشفاعة إنما تقبل من الشافع، وإنما تنفع المشفوع له.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية