الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  (باب: الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب يقال فيه: الطاعم الشاكر وهو مرفوع بالابتداء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "مثل الصائم الصابر " خبره، أي الشاكر الذي يأكل ويشكر [ ص: 80 ] الله ثوابه مثل ثواب الذي يصوم ويصبر على الجوع.

                                                                                                                                                                                  قيل: الشكر نتيجة النعماء والصبر نتيجة البلاء فكيف يشبه الشاكر بالصابر؟ وأجيب بأن التشبيه في أصل الاستحقاق لا في الكمية ولا في الكيفية، ولا تلزم المماثلة في جميع الوجوه، وقال الطيبي: ورد "الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر" وربما يتوهم متوهم أن ثواب الشكر يقصر عن ثواب الصبر فأزيل توهمه به; يعني هما متساويان في الثواب، أو وجه الشبه حبس النفس؛ إذ الشاكر يحبس نفسه على محبة المنعم بالقلب والإظهار باللسان، وقال أهل اللغة: رجل طاعم حسن الحال في المطعم، ومطعام كثير القرى، ومطعم كثير الأكل، وقال ابن العربي: سوى بين درجتي الطاعة من الغني والفقير في الأجر.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية