الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1038 - مرافعة الناس إلى عمر أن السرية هلكت في الغزو

                                                                                            2566 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ، ثنا هشام بن يونس القصار ، بمصر ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر ، عن ابن شهاب ، أن مالك بن أوس بن الحدثان ، كان يحدث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، خرج في مجلس وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يذكرون سرية من السرايا ، هلكت في سبيل الله ، فيقول قائل منهم : هم عمال الله هلكوا في سبيله ، وقد وجب لهم أجرهم عليه . ويقول قائل : الله أعلم بهم لهم ما احتسبوا ، فلما رأوا عمر مقبلا متوكئا على عصاه ، سكتوا فأقبل عمر حتى سلم عليهم فقال : ما كنتم تتحدثون ؟ قالوا : كنا نذكر هذه السرية التي هلكت في سبيل الله يقول قائل منا : هم عمال الله هلكوا في سبيله وقد وجب لهم أجرهم عليه ويقول قائل : الله أعلم بهم لهم ما احتسبوا ، فقال [ ص: 439 ] عمر : " الله أعلم إن من الناس ناسا يقاتلون وإن همهم القتال فلا يستطيعون إلا إياه ، وإن من الناس ناسا يقاتلون رياء وسمعة ، وإن من الناس ناسا يقاتلون ابتغاء وجه الله فأولئك الشهداء ، وكل امرئ منهم يبعث على الذي يموت عليه ، والله ما تدري نفس ماذا مفعول بها ، ليس هذا الرجل الذي قد بين لنا أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وآله وسلم " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه " " إنما اتفقا من هذا الباب على حديث أبي موسى رضي الله عنه ، من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية