الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5064 (باب من تتبع حوالي القصعة مع صاحبه إذا لم يعرف منه كراهية)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان جواز من تتبع حوالي القصعة، أي: جوانبها، وهو بفتح اللام يقال: رأيت الناس حوله وحوليه وحواليه، واللام مفتوحة في الكل، ولا يجوز كسرها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إذا لم يعرف منه" أي: من الذي يتتبع حوالي القصعة، أراد أن التتبع المذكور إنما لا يكره إذا لم يعرف منه كراهية.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: هذا يخالف الحديث الذي قبله في الأمر بالأكل مما يليه.

                                                                                                                                                                                  قلت: حمل البخاري هنا الجواز على ما إذا علم رضا من يأكل معه، وقال بعضهم: رمز البخاري بذلك إلى تضعيف حديث عكراش الذي أخرجه [ ص: 31 ] الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا العلاء بن فضل بن عبد الملك بن أبي سرية أبو الهذيل، حدثنا عبيد الله بن عكراش، عن أبيه عكراش بن ذؤيب قال: بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - فقدمت المدينة فوجدته جالسا بين المهاجرين والأنصار، قال: ثم أخذ بيدي فانطلق بي إلى بيت أم سلمة، فقال: هل من طعام؟ فأتتنا بجفنة كثيرة الثريد والودك، فأقبلنا نأكل منها فخبطت بيدي في نواحيها وأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بين يديه، فقبض بيده اليسرى على يدي اليمنى، ثم قال: يا عكراش كل من موضع واحد، ثم أتتنا بطبق فيه ألوان التمر أو الرطب، شك عبيد الله، فجعلت آكل من بين يدي وجالت يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطبق، قال: "يا عكراش كل من حيث شئت، فإنه غير لون واحد" الحديث.

                                                                                                                                                                                  ثم قال الترمذي : هذا حديث غريب، وقد تفرد العلاء بهذا الحديث، وقال ابن حبان: له صحبة، غير أني لست بمعتمد على إسناد خبره، وقال البخاري في التاريخ: روى عنه العلاء بن المفضل، ولا يثبت. وقال أبو حاتم: مجهول، وقال ابن حبان: منكر الحديث.

                                                                                                                                                                                  قلت: ليت شعري ما دليل هذا القائل على أن البخاري رمز هنا إلى تضعيف هذا الحديث؟!




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية