الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    239 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وبعدها: ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن وفي الكهف: ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس ؟

                                                                                                                                                                    جوابه:

                                                                                                                                                                    مع ما تقدم من تنويع الكلام للفصاحة والإعجاز:

                                                                                                                                                                    أن الأولى وردت بعد ما تقدم من الآيات من الوصايا والعظات والتخويفات، ولذلك قال: (ليذكروا) أي يذكروه فيعملوا به.

                                                                                                                                                                    والثانية وردت بعد أفعال وأقوال من قوم مخصوصين: وإن كادوا ليفتنونك ، وإن كادوا ليستفزونك ، قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن [ ص: 233 ] الآية، فناسب تقديم ذكر الناس وقيام الحجة عليهم بعجزهم عن الإتيان بمثله، ولذلك جاء بعده: وقالوا لن نؤمن لك .

                                                                                                                                                                    وأما آية الكهف فوردت بعد ذكر إبليس وعداوته وذم اتخاذه وذريته أولياء، فناسب تقديم ذكر القرآن الدال على عداوته ولعنه.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية