الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 120 ] سورة الحجرات [ فيها سبع آيات ]

                                                                                                                                                                                                              الآية الأولى قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } .

                                                                                                                                                                                                              فيها خمس مسائل : المسألة الأولى في سبب نزولها : وفيه خمسة أقوال : الأول : أن قوما كانوا يقولون لو أنزل في كذا وكذا ، فأنزل الله هذه الآية ; قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه ; قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                              الثالث لا تفتاتوا على الله ورسوله في أمر حتى يقضي الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشاء ; قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                              الرابع أنها نزلت في قوم ذبحوا قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم ; فأمرهم أن يعيدوا الذبح ; قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                              وفي الصحيح { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في يوم الأضحى : من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ; فقام أبو بردة بن نيار خال البراء بن عازب ، فقال : يا رسول الله ، هذا يوم يشتهى فيه اللحم ، وإني ذبحت قبل أن أصلي ، وعندي عناق جذعة خير من شاتي لحم . فقال : تجزئك ، ولن تجزئ عن أحد بعدك } .

                                                                                                                                                                                                              الخامس لا تقدموا أعمال الطاعة قبل وقتها ; قاله الزجاج .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 121 ] المسألة الثانية : قال القاضي : هذه الأقوال كلها صحيح تدخل تحت العموم ، فالله أعلم ما كان السبب المثير للآية منها ، ولعلها نزلت دون سبب . المسألة الثالثة : إذا قلنا : إنها نزلت في تقديم النحر على الصلاة وذبح الإمام سيأتي ذلك في سورة الكوثر إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية