الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 44 ] ( باب الصاد مع اللام )

                                                          ( صلب ) ( هـ ) فيه : نهى عن الصلاة في الثوب المصلب . هو الذي فيه نقش أمثال الصلبان .

                                                          * ومنه الحديث : كان إذا رأى التصليب في موضع قضبه . * وحديث عائشة - رضي الله عنها - : " فناولتها عطافا فرأت فيه تصليبا فقالت : نحيه عني " .

                                                          وحديث أم سلمة - رضي الله عنها - : " أنها كانت تكره الثياب المصلبة " .

                                                          ( س هـ ) وحديث جرير - رضي الله عنه - : " رأيت على الحسن ثوبا مصلبا " . وقال القتيبي : يقال خمار مصلب . وقد صلبت المرأة خمارها ، وهي لبسة معروفة عند النساء . والأول الوجه .

                                                          ( س ) ومنه حديث مقتل عمر - رضي الله عنه - : " خرج ابنه عبيد الله فضرب جفينة الأعجمي فصلب بين عينيه " . أي : ضربه على عرضه حتى صارت الضربة كالصليب .

                                                          ( هـ ) وفيه : " قال : صليت إلى جنب عمر فوضعت يدي على خاصرتي ، فلما صلى قال : هذا الصلب في الصلاة ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنه " . أي : شبه الصلب ; لأن المصلوب يمد باعه على الجذع . وهيئة الصلب في الصلاة أن يضع يديه على خاصرتيه ويجافى بين عضديه في القيام .

                                                          * وفيه : إن الله خلق للجنة أهلا ، خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم . الأصلاب : جمع صلب ، وهو الظهر .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث سعيد بن جبير : " في الصلب الدية " . أي : إن كسر الظهر فحدب الرجل ففيه الدية . وقيل : أراد إن أصيب صلبه بشيء حتى أذهب منه الجماع ، فسمي الجماع صلبا ; لأن المني يخرج منه .

                                                          ( هـ ) وفي شعر العباس - رضي الله عنه - ، يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم - :

                                                          تنقل من صالب إلى رحم إذا مضى عالم بدا طبق

                                                          [ ص: 45 ] الصالب : الصلب ، وهو قليل الاستعمال .

                                                          ( هـ ) وفيه : " أنه لما قدم مكة أتاه أصحاب الصلب " . قيل هم الذين يجمعون العظام إذا أخذت عنها لحومها ، فيطبخونها بالماء ، فإذا خرج الدسم منها جمعوه وائتدموا به . والصلب جمع الصليب . والصليب : الودك .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث علي : " أنه استفتي في استعمال صليب الموتى في الدلاء والسفن فأبى عليهم " . وبه سمي المصلوب ; لما يسيل من ودكه .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي عبيدة : " تمر ذخيرة مصلبة " . أي : صلبة . وتمر المدينة صلب . وقد يقال رطب مصلب ( بكسر اللام ) . أي : يابس شديد .

                                                          ( س ) ومنه الحديث : " أطيب مضغة صيحانية مصلبة " . أي : بلغت الصلابة في اليبس . ويروى بالياء . وسيذكر .

                                                          ( س ) وفي حديث العباس : إن المغالب صلب الله مغلوب أي : قوة الله .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية