الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 243 ] 97 - الشفاعة لكل مسلم

                                                                                            229 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ، ثنا بشر بن بكر ، حدثني ابن جابر قال : سمعت سليم بن عامر ، يقول : سمعت عوف بن مالك الأشجعي ، يقول : نزلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - منزلا فاستيقظت من الليل ، فإذا لا أرى شيئا أطول من مؤخرة رحلي ، قد لصق كل إنسان وبعيره بالأرض ، فقمت أتخلل الناس حتى وقعت إلى مضجع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فإذا هو ليس فيه ، فوضعت يدي على الفراش فإذا هو بارد ، فخرجت أتخلل الناس وأقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى خرجت من العسكر كله فنظرت سوادا فرميت بحجر ، فمضيت إلى السواد ، فإذا معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح ، وإذا بين أيدينا صوت كدوي الرحا أو كصوت الهضباء حين يصيبها الريح ، فقال بعضنا لبعض : يا قوم اثبتوا حتى تصبحوا أو يأتيكم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فلبثنا ما شاء الله ، ثم نادى " ثم معاذ بن جبل ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وعوف بن مالك ؟ " فقلنا : نعم ، فأقبل إلينا فخرجنا لا نسأله عن شيء ولا يخبرنا حتى قعد على فراشه ، فقال : " أتدرون ما خيرني به ربي الليلة ؟ " فقلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة ، وبين الشفاعة ، فاخترت الشفاعة " فقلنا : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلنا من أهلها " قال : " هي لكل مسلم " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط مسلم . فقد احتج بسليم بن عامر ، وأما سائر رواته فمتفق عليهم ولم يخرجاه .

                                                                                            230 - وقد رواه سعيد بن أبي عروبة وهشام بن سنبر ، عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن عوف بن مالك .

                                                                                            [ ص: 244 ] أما حديث سعيد فحدثناه الحسن بن يعقوب العدل ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد قال : وثنا الحسين بن محمد بن أبي زياد ، ثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، ثنا عبدة بن سليمان ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، أن أبا المليح الهذلي ، حدثهم أن عوف بن مالك قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في بعض أسفاره ، فذكر الحديث .

                                                                                            231 - وأما حديث هشام الدستوائي . فحدثناه أبو زكريا العنزي ، وعلي بن عيسى بن إبراهيم ، قالا : ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، ثنا محمد بن المثنى ، ثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن عوف بن مالك قال : " كنا مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فذكر الحديث بطوله .

                                                                                            حديث قتادة هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه .

                                                                                            وقد روى هذا الحديث أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ، عن عوف بن مالك .

                                                                                            232 - أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا إسحاق بن شاهين ، ثنا خالد بن عبد الله ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن عوف بن مالك قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في بعض مغازيه فانتهينا ذات ليلة فلم نر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في مكانه ، وإذا الإبل قد وضعت جرانها فإذا أنا بحبال ، فإذا معاذ بن جبل فتصدى لي وتصديت له ، فقلت : أين رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ قال : ورائي . . . وذكر الحديث .

                                                                                            وهذا صحيح من حديث أبي قلابة على شرط الشيخين ، وقد روي هذا الحديث ، عن أبي موسى الأشعري ، عن عوف بن مالك بإسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية