الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: وألق عصاك آية 10

                                          [ 16140] أخبرنا أبو عبد الله الطهراني، فيما كتب إلي، أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهبا، قال: فقال له الرب عز وجل، ألقها يا موسى فظن موسى أنه يقول ارفضها فألقاها على وجه الرفض.

                                          قوله تعالى: عصاك

                                          [16141] حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن أبي حماد، ثنا مهران عن سعيد عن قتادة، عن ابن عباس، في عصا موسى قال: تلك العصا أعطاه إياها ملك من الملائكة لما أن توجه إلى مدين، فكانت تضئ له الليل، ويضرب بها الأرض فيخرج له نباته، ويهش بها على غنمه ورق الشجر.

                                          [ ص: 2848 ] [16142] حدثنا علي بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير عن يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان اسم عصا موسى ماشا.

                                          [16143 ] حدثنا الحسين بن السكن البصري، ثنا أبو زيد النحوي، أنبأ قيس عن مسعود بن مالك، عن ابن جبير، قال: كانت عصا موسى عليه السلام من عوسج.

                                          قوله تعالى: فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا

                                          [ 16144] أخبرنا أبو عبد الله الطهراني، فيما كتب إلي، أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهبا، يقول: ثم حانت منه نظرة، فإذا بأعظم ثعبان نظر إليه الناظرون يدب يلتمس كأنه يبتغي شيئا يريد أخذه، يمر بالصخرة مثل الخلفة من الإبل فيلتقمها ويطعن بالناب من أنيابه في أصل الشجرة العظيمة فيجتثها عيناه توقدان نارا ،وقد عاد المحجن عرفا فيه شعر مثل النيازك، وعاد الثعبان مثل القليب الواسع فيه أضراس وأنياب لها صريف، فلما عاين ذلك موسى، ولى مدبرا، ولم يعقب.

                                          قوله تعالى: ولم يعقب

                                          [16145 ] حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قوله: ولم يعقب لم يرجع.

                                          الوجه الثاني :

                                          [ 16146] حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي، ولم يعقب لم ينتظر.

                                          والوجه الثالث:

                                          [16147 ] حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد عن قتادة، ولم يعقب أي لم يلتفت.

                                          [ ص: 2849 ] قوله تعالى: يا موسى لا تخف

                                          [16148] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني، فيما كتب إلي، أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهبا، يقول: فلما عاين ذلك موسى ولى مدبرا ولم يعقب، فذهب حتى أمعن ورأى أنه قد أعجز الحية ثم ذكر ربه فوقف استحياء منه، ثم نودي يا موسى: إلي ارجع حيث كنت، فرجع موسى وهو شديد الخوف فقال: خذها بيمينك ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى

                                          [ 16149 ] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي، فيما كتب إلي، أنبأ أصبغ، قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد، في قوله: ولم يعقب يا موسى لا تخف قال: لما ألقى العصا صارت حية فزع منها وجزع فقال الله عز وجل: إني لا يخاف لدي المرسلون قال: فلم يرعو لذلك فقال له: أقبل ولا تخف إنك من الآمنين قال: فلم يعقب أيضا على شيء من هذا حتى قال الله عز وجل: سنعيدها سيرتها الأولى قال: فالتفت فإذا هي عصا كما كانت فرجع، فأخذها، ثم قوي بعد ذلك عليها حتى صار يرسلها على فرعون ويأخذها.

                                          قوله تعالى: إني لا يخاف لدي المرسلون

                                          [ 16150 ] حدثنا محمد بن يحيى، أنا العباس، ثنا يزيد، ثنا سعيد عن قتادة، قوله: لدي المرسلون أي عندي المرسلون.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية