الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ص: 148 ] قالوا حديثان متناقضان .

        2 - استقبال القبلة ببول أو غائط .

        قالوا : رويتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ورويتم عن عيسى بن يونس عن أبي عوانة عن خالد الحذاء عن عراك بن مالك عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : " ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قوما يكرهون أن يستقبلوا القبلة بغائط أو بول ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بخلائه فاستقبل به القبلة " قالوا : وهذا خلاف ذاك .

        قال أبو محمد : ونحن نقول : إن هذا الحديث يجوز عليه النسخ ، لأنه من الأمر والنهي ، فكيف لم يذهبوا إلى أن أحدهما ناسخ والآخر منسوخ ، إذ كان قد ذهب عليهم المعنى فيهما ، وليسا عندنا من الناسخ والمنسوخ ، ولكن لكل واحد منهما موضع يستعمل فيه ، فالموضع الذي لا يجوز أن تستقبل القبلة فيه بالغائط والبول هي الصحارى والبراحات .

        [ ص: 149 ] وكانوا إذا نزلوا في أسفارهم لهيئة الصلاة استقبل بعضهم القبلة بالصلاة واستقبلها بعضهم بالغائط فأمرهم أن لا يستقبلوا القبلة بغائط ولا بول إكراما للقبلة وتنزيها للصلاة ، فظن قوم أن هذا أيضا يكره في البيوت والكنف المحتفرة فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بخلائه فاستقبل به القبلة ، يريد أن يعلمهم أنه لا يكره ذلك في البيوت والآبار المحتفرة التي تستر الحدث وفي الخلوات في المواضع التي لا يجوز فيها الصلاة .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية