الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          [ ص: 12 ] أول الجزء الثاني عشر في المصاحف :

                          ( ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ) )

                          بين الله - تعالى - في الآية التي قبل هذه إحاطة علمه إثر بيان ما يغفل الناس عن علمه به ، وبين في التي قبلها شمول قدرته لكل شيء ، وبين في الآية الأولى من هاتين الآيتين ما يهم الناس من آثار قدرته ، ومتعلقات علمه ، وكتابة مقادير خلقه ، وهو ما يتعلق بحياتهم وشئونهم ، وفي الآية التي بعدها خلقه للعالم كله ، ومكان عرشه قبل هذا من ملكه ، وبلاء البشر خاصة بذلك كله ; ليظهر أيهم أحسن عملا ، وبعثه إياهم بعد الموت لينالوا جزاء أعمالهم ، وإنكار كفارهم لهذا ، قال :

                          ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) الدب والدبيب : الانتقال الخفيف البطيء حقيقة كدبيب الطفل والشيخ المسن والعقرب والجراد ، أو بالإضافة كدبيب الجيش ، أو مجازا كدبيب السكر والسم في الجسم ، والدابة : اسم عام يشمل كل نسمة حية تدب على الأرض زحفا أو على قوائم ثنتين فأكثر ، قال - تعالى - : ( والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء ) ( 24 : 45 ) أي مما تعلمون ومما لا تعلمون مما يدب على الأرض ، ومما يطير في الهواء ومما يسبح في البحار والأنهار . وغلبة لفظ الدابة على ما يركب من الخيل والبغال والحمير عرفا لا لغة . ورزق الدابة غذاؤها الذي تعيش به . والمعنى : ما من دابة من أنواع الدواب في الأرض إلا على الله رزقها على اختلاف أنواعها وأنواعه ، فمنها الجنة التي لا ترى بالأبصار ، [ ص: 13 ] وصغار الحشرات والهوام ، وضخام الأجسام ، والوسطى بين الكبير والصغير ، وأغذية كل نوع مختلفة من نباتية وحيوانية ، وقد أعطى كلا منها خلقه المناسب لمعيشته ، ثم هداه إلى تحصيل غذائه بغريزته ، فمنها ما خلق له خراطيم يمص بها غذاءه من النبات أو دم الحيوان ، وأعطاها من القوة ما إن خرطوم البعوضة الدقيق ليخترق جلد الإنسان وما هو أكثف منه من جلود الحيوان ، ومنها ما خلق له مناقير تلتقط الحبوب ، ومنها ما يمضغ النبات بأسنانه مضغا ، وما يبلع الحشرات والطيور والأنعام بلعا ، وما له مخالب يمزق بها اللحوم ، وما له براثن يقتل بها كبار الجسوم ، وتفصيل هذا له كتب خاصة من قديمة وحديثة ، ولله - تعالى - حكم في خلقها وغذائها عجيبة ، فإن خفي عليك أمر تغذي الحيات والسنانير ونحوها من خشاش الأرض وصغارها ، وتغذي الأفاعي الكبرى وسباع الوحش والطير من كبارها ، فأول ما ينبغي لك أن تفكر فيه من حكمتها ، أنه لولا ذلك لضاقت الأرض ذرعا بكثرة أحيائها ، أو لأنتنت من كثرة أمواتها ، وإذا أردت زيادة العلم بها وبحكمتها فعليك بالمصنفات المدونة فيها ، وقد فتحت هذه الآية وأمثالها لك أبوابها ، وأرشدتك إلى تطلابها .

                          ولا يشكلن عليك التعبير عن كفالة الله لرزقها بقوله : على ، وما قيل من دلالتها على الوجوب مع قول المتكلمين أنه لا يجب عليه - تعالى - شيء ، فإن الممنوع أن يجب عليه - تعالى - شيء بإيجاب موجب ذي حكم أو سلطان يطالبه به ويحاسبه عليه ، فهذا محال عقلا وشرعا ، وأما ما أوجبه الله - تعالى - من النظام وسنن التدبير العام للمخلوقات بمقتضى علمه وحكمته ومشيئته ، ونفذه بقدرته واختياره في خليقته ، فهو حكمه وقضاؤه وقدره بسلطانه ، لا حكم عليه بسلطان غيره ، وهو كمال مطلق لا شائبة للنقص فيه .

                          ولا يشكلن عليك فيها أيضا أن يكون في كل نوع - من هذه الدواب حتى الإنسان - أفراد قد تضيق في وجوههم أبواب الرزق حتى يقضي بعضهم جوعا ، فليس معناها أن الله - تعالى - قد كفل لكل دابة من كل نوع أن يخلق لها ما تغتذي به ، ويوصله إليها بمحض قدرته ، سواء أطلبته بباعث غريزتها أو ما يهديها إليه العلم من أسباب كسبها أم لا ؟ وإنما معناها ما فسرناها به من خلقه - تعالى - لكل منها الرزق الذي تعيش به ، وأنه سخره لها وهداها إلى طلبه وتحصيله ، كما قال : ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) ( 20 : 50 ) وبهذا تعلم جهل بعض العباد والشعراء فيما زعموه من أن الكسب وعدمه سواء ، كقول بعض الخياليين الجاهلين ، المتواكلين غير المتوكلين :


                          جرى قلم القضاء بما يكون فسيان التحرك والسكون     جنون منك أن تسعى لرزق
                          ويرزق في غشاوته الجنين



                          [ ص: 14 ] فهذا الشاعر أحق بصفة الجنون ممن يصفهم بها ، فإن ما جرى به القضاء منه ما هو مجهول للناس ، ومنه ما علم نوعه بالتجارب والاختبار ، ويعبر عنه بالنواميس والسنن ، ومنها أن الحركة والسكون لكل منهما آثار ، فما هما سيان في ذاتهما ، ولا في آثارهما ونتائجهما ، وإن ما قضاه وقدره من رزق الجنين في غشاوته بدم حيض أمه ، غير ما قضاه وقدره من رزق من خاطبهم بقوله : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) ( 67 : 15 ) وبغيره من آيات التسخير والتكليف .

                          ومن العجيب أن يستدل أحد المفسرين الأذكياء على هذا الجهل بأثر موضوع ، ويستحسن في موضوعه خيال ابن أذينة الشاعر المخدوع :


                          لقد علمت وما الإشراف من خلقي     أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
                          أسعى إليه فيعييني تطلبه     ولو أقمت أتاني لا يعييني


                          ثم يقول : وقد صدقه الله - تعالى - في ذلك يوم وفد على هشام فقرعه بقوله هذا ، فرجع إلى المدينة فندم هشام على ذلك وأرسل بجائزته إليه ، ثم أورد ( أي المفسر ) في معناه قول من اعترف بأنه ألغى أمر الأسباب جدا إذ قال :


                          مثل الرزق الذي تطلبه     مثل الظل الذي يمشي معك
                          أنت لا تدركه متبعا     وإذا وليت عنه تبعك


                          وقفى عليه - أعني المفسر - بقوله هو : وبالجملة ينبغي الوثوق بالله وربط القلب به سبحانه ، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، اهـ . وأقول : إن هذه الجملة حق وضع موضع الباطل ، ولكن هذا الشعر أوغل في الجهل الباطل مما سبقه ; فإنه جعل الكلام في الرزق المطلوب ، لا في الرزق المكتوب ، وجعل اتباعه بالسعي والطلب مانعا من إدراكه ، والتولي عنه بالقعود والكسل والتمني دون العمل من الضرورات المقتضية لنيله ، فيكون تأييد زعمه أو تقريبه بما ينبغي ، بل بما يجب من الوثوق بالله وربط القلب به والإيمان بمشيئته ، من ربط العلم بالجهل ، وتأييد الباطل بكلمة الحق ، فالثقة بالله - تعالى - والإيمان بمشيئته لا يصحان مع الجهل بمعناهما ومواضع تعلقهما ، وقد علم بنصوص القرآن وبسنن الله - تعالى - في الخلق وأسباب الرزق ، أن مشيئته - تعالى - لا تكون إلا بمقتضى سننه في ارتباط الأسباب بالمسببات وحكمته فيها كما فصلناه مرارا في مواضعه من هذا التفسير ، والجهل بهذا مما أفسد على المسلمين دنياهم ودينهم ، وأضاع جل ملكهم ، وجعل جماهيرهم عالة على غيرهم .

                          ( ويعلم مستقرها ومستودعها ) أي : وما من دابة في الأرض إلا ويعلم الله مستقرها حيث [ ص: 15 ] تستقر وتقيم ، ومستودعها حيث تكون مودعة إلى حين ، فهو يرزقها في كل حال بحسبه ، وقد بينا معنى الكلمتين في اللغة وما ورد في تفسيرهما من الآثار في تفسير : ( وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ) ( 6 : 98 ) فراجعها إن شئت في ( ص 532 و 533 ج 7 ط الهيئة ) من التفسير ، وقد لخص البيضاوي جملة الأقوال في ( ( مستقرها ومستودعها ) ) كعادته بقوله : أماكنها في الحياة والممات ، أو الأصلاب والأرحام ، أو مساكنها من الأرض حين وجدت ، ومودعها من المواد والمقار حين كانت بعد بالقوة ( كل في كتاب مبين ) أي كل واحد من الدواب وأرزاقها ومستقرها ومستودعها ثابت مرقوم في كتاب مبين ولوح محفوظ ، كتب الله فيه مقادير الخلق كلها فهو عنده تحت العرش كما ثبت في الصحيح . وقد بينا ما ورد في هذا الكتاب مجملا في تفسير : وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء 6 : 38 ثم مفصلا في تفسير آية مفاتح الغيب وهي الآية 59 من هذه السورة ( الأنعام ) فراجعها في ( ص 381 ج 7 وما بعدها ط الهيئة ) .

                          ( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) من أيام الله - تعالى - في الخلق والتكوين وما شاء من الأطوار ، لا من أيامنا في هذه الدار التي وجدت بهذا الخلق لا قبله ، فلا يصح أن تقدر أيام الله بأيامها كما توهم الغافلون عن هذا ، وما يؤيده من قوله : (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) ( 22 : 47 ) وقوله : ( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) ( 70 : 4 ) وقد ثبت في علم الهيئة الفلكية أن أيام غير الأرض من الدراري التابعة لنظام شمسنا هذه تختلف عن أيام هذه الأرض في طولها ، بحسب اختلاف مقادير أجرامها وأبعادها وسرعتها في دورانها ، وأن أيام التكوين بخلقه من الدخان المعبر عنه بالسديم شموسا مضيئة ، تتبعها كواكب منيرة ، يقدر اليوم منها بألوف الألوف من سنيننا ، بل من سني سرعة النور أيضا ، وقد سبق مثل هذه الجملة في سورتي الأعراف 7 : 54 ويونس 10 : 3 ، وذكر بعدها استواء الخالق - تعالى - على عرشه ، وتدبيره لأمر ملكه . وأما هنا فقال بعدها فيهما ( ( وكان عرشه على الماء ) ) أي وكان سرير ملكه في أثناء هذا الطور من خلق هذا العالم أو من قبله على الماء . وقد بينا تفسير آيتي الأعراف ويونس المشار إليهما آنفا أن المعنى الكلي المفهوم من العرش أنه مركز نظام الملك ومصدر التدبير له ، وأن المتبادر في الاستعمال اللغوي استعمالهم : استوى على عرشه بمعنى ملك أو استقام أمر الملك له ، و : ثل عرشه بمعنى هلك وزال ملكه ، ونحن نعلم أن عروش ملوك البشر تختلف مادة وشكلا ، وهي من عالم الشهادة وصنع أيدي البشر ، كذلك يختلف النظام للتدبير الذي يصدر عنها ، وهو من جنس ما يعلم البشر في عالمنا هذا ، فعرش ملكة سبأ العربية العظيم ، [ ص: 16 ] كان أعظم من عرش سليمان ملك إسرائيل ، ولكن تدبيرها وحكمها الشوري ( الديمقراطي ) كان دون حكمه الشرعي الديني ، ورب عرش من الذهب ، وعرش من الخشب ، وأما عرش الرحمن - عز وجل - فهو من عالم الغيب الذي لا ندركه بحواسنا ، ولا نستطيع تصويره بأفكارنا ، فأجدر بنا ألا نعلم كنه استوائه عليه ، وصدور تدبيره لأمر هذا الملك العظيم عنه ، وحسبنا أن نفهم الكتابة ونستفيد العبرة ، فما أجهل الذين تصدوا لتأويل هذه الحقائق الغيبية بأقيستهم وآرائهم البشرية ! وما أحسن ما روي عن أم سلمة - رضي الله عنها - وربيعة ، ومالك - رحمهما الله - من قولهم : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، إلى آخر ما تقدم في تفسير آية الأعراف .

                          وأما قوله - تعالى - : ( وكان عرشه على الماء ) فنفهم منه أن الذي كان دون هذا العرش من مادة هذا الخلق قبل تكوين السماوات والأرض أو في أثنائه هو هذا الماء ، الذي أخبرنا - عز وجل - أنه جعله أصلا لخلق جميع الأحياء ، إذ قال : ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) ( 21 : 30 ) الرؤية هنا علمية ، والمعنى : ألم يعلموا ما ينبغي أن يعلموه من أن السماوات والأرض كانتا مادة واحدة متصلة لا فتق فيها ولا انفصال - وهي ما يسمى في عرف علماء الفلك بالسديم وبلغة القرآن بالدخان - ففتقناهما بفصل بعضها من بعض ، فكان منها ما هو سماء ، ومنها ما هو أرض ، وجعلنا من الماء ، في المقابلة لحياة الأحياء ، كل شيء حي أفلا يؤمنون ، والأمر كذلك بأن الرب الفاعل لهذا هو الذي يعبد وحده ولا يشرك به شيء ، وأنه قادر على إعادة الخلق كبدئه ؟

                          فيفهم من هذا وذاك أن الذي كان تحت العرش فيتنزل إليه أمر التدبير والتكوين منه هو الماء الذي هو الأصل لجميع الأحياء ، لا ما تخيله بعض المفسرين الفنيين في الماء والعرش ، مما تأباه اللغة والعقل والشرع ، والعبارة ليست نصا في أن ذات العرش المخلوق كان على متن الماء كالسفن التي نراها راسية فيه الآن كما قيل ، فإن فائدة الإخبار بمثل هذا إن كان واقعا في ذلك العهد هو دون فائدة ما ذكرنا من معنى العرش الذي بيناه ، وهو الذي يزيدنا معرفة بربنا وبحكمه في خلقه ، وهو الذي يتفق مع نظريات علم التكوين وعلم الحياة وعلم الهيئة الفلكية وما ثبت من التجارب فيها ، ويخالف أتم المخالفة ما كان معروفا عند أمم الحضارة من قواعد علم الفلك القديمة ونظرياته المسلمة . وبهذا يعد من عجائب القرآن ، التي تظهر في كل زمان بعد زمان .

                          ثم علل - سبحانه وتعالى - خلقه لما ذكر ببعض حكمه الخاصة بالمكلفين المخاطبين بالقرآن فقال :

                          ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) أي ليجعل ذلك بلاء ، أي اختبارا وامتحانا لكم ، [ ص: 17 ] فيظهر أيكم أحسن إتقانا لما يعمله ، ونفعا له وللناس به ، وذلك أنه سخر لكم كل شيء ، وجعلكم مستعدين لإبراز ما أودعه فيه من المنافع والفوائد المادية والمعنوية ، ومن حكم خالقه ورحمته بعباده فيه ، ومستعدين للإفساد والضرر به ; ليجزي كل عامل بعمله ، وإنما يتم ذلك في الآخرة ، وقد سبق لنا تفصيل هذا البلاء في تفسير : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) ( 6 : 165 ) وغيره : ( ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ) أي وتالله لئن قلت للناس فيما تبلغهم من وحي ربهم : إنكم ستبعثون من بعد موتكم ليجزيكم ربكم بعملكم فيما بلاكم به : ( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) ( 53 : 31 ) فإنه ما خلقكم سدى ، ولا سخر لكم هذا العالم واستخلفكم فيه عبثا : ( ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ) أي ليجيبنك الذين كفروا وكذبوا بلقاء الله قائلين : ما هذا الذي جئتنا به من هذا القرآن لتسخرنا به لطاعتك إلا سحر بين ظاهر تسحر به العقول ، وتسخر به الضمائر والقلوب ، فتفرق به بين المرء وأخيه ، وأمه وأبيه ، وعشيرته التي تؤويه ، معتقدين بسلطان بلاغته أنهم سيموتون ثم يبعثون ويجزون بكل ما يفعلون ، ( هيهات هيهات لما توعدون ) ( 23 : 36 ) .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية