الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              542- الفرج بن سعيد

              ومنهم أبو روح الفرج بن سعيد الصوفي ، لزم طريق الأئمة والأوتاد ، [ ص: 163 ] ونقل عنهم ما يتعالج به العباد .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، ثنا أبو روح الفرج بن سعيد الصوفي قال : حدثني عثمان بن عمار قال : سمعت حماد بن زيد يقول : اجتمع أيوب السختياني ويونس بن عبيد وابن عون وثابت البناني في بيت ، فقال ثابت : يا هؤلاء ، كيف يكون العبد إذا دعا الله فاستجاب له دعاءه ؟ قال ابن عون : يكون البلاء في نفسه ، قال ثابت : فإنه يعترضها العجب بما صنع الله به ، فقال يونس بن عبيد : لا يكون العبد يعجب بصنع الله له إلا وهو مستدرج ، فقال أيوب : وما علامة المستدرج ؟ فقال : إن العبد إذا كان له عند الله منزلة فحفظها وأبقى عليها ثم شكر الله أعطاه الله أشرف من المنزلة الأولى ، وإذا هو ضيع الشكر استدرجه الله ، فكان تضييعه للشكر استدراجا من الله له ، فغلبه عن شكر العجب معرفة الاستدراج ، وإن العبد المستدرج إذا ألقي في قلبه شيء من الشكر حمله شكره على التفقد من أين أتي ؟ فإذا عرف ذلك بصدق خضع ، فإذا خضع أقال الله عثرته ، قال حماد : إن ابن عمر سئل عن الاستدراج ، فقال : ذلك مكره بالعباد المضيعين ، قال : فبكوا جميعا ثم رفع أيوب من بينهم يده وقال : يا عالم الغيب والشهادة لا توفيق لنا إن لم توفقنا ولا قوة لنا إن لم تقونا . فقال يونس : به وجدنا طعم القوة من دعائك يا أبا بكر ، قال : وكان أيوب يعرف أصحابه أن له دعوة مستجابة " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية