الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            17998 وعن شهر بن حوشب قال : كان فينا رجل - معشر الأشعريين - قد صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهد معه مشاهده الحسنة الجميلة ، يقال له : مالك ، أو ابن مالك - شك عوف - فأتانا يوما فقال : أتيتكم لأعلمكم وأصلي بكم كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا ، فدعا بحفنة عظيمة ، فجعل فيها من الماء ، ثم دعانا بإناء صغير فجعل يفرغ من الإناء الصغير على أيدينا ، ثم قال : أسبغوا الآن الوضوء ، ثم قام فصلى بنا صلاة تامة وجيزة ، فلما انصرف قال : قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قد علمت أن أقواما ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله " . فقال رجل من حجرة القوم أعرابي قال : وكان يعجبنا إذا شهدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكون فينا الأعرابي ; لأنهم يجترئون أن يسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نجترئ ، فقال : يا رسول الله ، سمهم لنا ، قال : فرأينا وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل ، ثم قال : " هم ناس من قبائل شتى ، يتحابون في الله ، [ والله ] إن وجوههم لنور ، وإنهم لعلى نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزنوا " . رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح غير حوشب ، وقد وثقه غير واحد .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية