الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          996 حدثنا قتيبة حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض يمانية ليس فيها قميص ولا عمامة قال فذكروا لعائشة قولهم في ثوبين وبرد حبرة فقالت قد أتي بالبرد ولكنهم ردوه ولم يكفنوه فيه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( يمانية ) بتخفيف الياء على اللغة الفصيحة المشهورة ، وحكى سيبويه والجوهري ، وغيرهما لغة في تشديدها ، وجه الأول أن الألف بدل من ياء النسبة فلا يجتمعان فيقال يمنية ، أو يمانية بالتخفيف ، وكلاهما نسبة إلى اليمن ( ليس فيها قميص ، ولا عمامة ) فيه دليل على أن القميص ليس بمستحب في الكفن ، وهو قول الجمهور ، وقال مالك ، والحنفية باستحبابه ، وأجابوا عن قول عائشة رضي الله عنها : ليس فيها قميص ، ولا عمامة بأنه يحتمل نفي وجودهما ويحتمل أن يكون المراد نفي المعدود ، أي : الثلاثة خارجة عن القميص ، والعمامة ، وهما زائدان ، وأن يكون معناه ليس فيها قميص جديد ، أو ليس فيها القميص الذي غسل فيه ، أو ليس فيها قميص مكفوف الأطراف ، ويجاب بأن الاحتمال الأول هو الظاهر ، وما عداه متعسف فلا يصار إليه ، كذا في النيل .

                                                                                                          قوله : ( فذكروا لعائشة قولهم في ثوبين وبرد حبرة ) بكسر الحاء المهملة ، وفتح الموحدة ما كان [ ص: 65 ] من البرود مخططا ، وروى أبو داود عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثوبين وبرد حبرة . انتهى ، قال الحافظ في الفتح : إسناده حسن لكن روى مسلم ، والترمذي من حديث عائشة : أنهم نزعوها عنه . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) أخرجه الجماعة .




                                                                                                          الخدمات العلمية